محمد رامس الرواس
عندما تتبنى الشركات نهج المسؤولية الاجتماعية كإستراتيجية مستدامة، فإنها بذلك تُرسخ لمكانة متميزة في المجتمع، بجانب أنها تؤسس لمستقبل ذي ميزة تنافسية مُقارنة بباقي الشركات والمؤسسات الأخرى،والبداية عندما تربط الشركة إستراتيجيتها وخططها في مجال المسؤولية الاجتماعية بأهدافها العامة وقيمها ورؤيتها الأساسية.
والمسؤولية الاجتماعية تمثل جزءًا من ثقافة الشركة أو المؤسسة؛ إذ إنها عندما تشارك المجتمع احتياجاته ومصالحه الاجتماعية واهتماماته الثقافية والاقتصادية، فإنَّ هذه الشركات والمؤسسات- بلا شك- تبني قاعدة مجتمعية صلبة تضمن تحقيق الاستدامة في العمل والمستقبل الناجح للشركات.
وعندما نبحث في أهمية المسؤولية الاجتماعية والمبادرات المجتمعية للشركات والمؤسسات، فإننا ننتهج سبل الاستدامة التي تعمل الشركات والمؤسسات ذات الرؤية المستقبلية لمصالحها من أجل أن تجعل لنفسها محركات أساسية تنطلق من خلالها إلى بيئة عمل ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالمجتمع المحلي والجمهور. وهذه الشركات والمؤسسات تؤمن بصدق بممارستها للمسؤولية الاجتماعية وتهدف إلى تحسين صورتها أمام المجتمع المحلي وتعزيز مكانتها وسمعتها التجارية في النتائج التي تتوقعها من خلال ممارستها للمسؤولية الاجتماعية ووضعها أسس وضوابط وفرق عمل بداخل المؤسسة تحصد تأثيرًا ايجابيًا في بيئة العمل بالشركة أو المؤسسة وبالمجتمع المحلي الذي يتلقى الخدمة.
عندما تبحث الشركات والمؤسسات عن النجاح وتلتزم بإستراتيجيات المسؤولية الاجتماعية، تكون ذات فكر مُستدام يجعل من أنشطة المسؤولية الاجتماعية والمبادرات الاجتماعية المختلفة والمتعددة والمتواصلة، مرتبطة بعلامتها التجارية، فيكون إنفاقها للأموال على أوجه تحسين المجتمع المحلي اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا، خاصة عند دعمها لأنشطة مبادرات المجتمع المحلي غير الربحية، عندها ستصل إلى نتائج تصنع لها جسورًا من العلاقات المتينة بينها وبين المجتمع، جسور ثابتة وواثقة، هذا بجانب أن أنشطة المسؤولية الاجتماعية تعمل على خلق روابط أقوى بين الموظفين داخل الشركة أو المؤسسة، ويزيد من مدى ارتباطهم بالمجتمع المحلي والجمهور، خاصة لأولئك المستفيدين من الخدمة تحديدًا؛ إذ إن المحافظة على الأهداف التي تتبناها الشركات التي تبحث عن النجاح لا بُد أن تربطها مباشرة بالجمهور والمستفيدين من الخدمة.
وختامًا.. للأسف بعض الشركات تعتقد أنَّ المسؤولية الاجتماعية ليست إلزامية، وهذا من جانب قد يكون صحيحًا، لكن تلك الشركات المؤسسات التي أخذت على عاتقها المسؤولية الاجتماعية وتبنتها كضرورات أصبحت اليوم ذات علاقات ومصداقية وأكثر قربًا من الجمهور والمجتمع المحلي والمستفيدين من الخدمة، وبالتالي حصدت نجاحات بفضل خدماتها الاجتماعية ومسؤوليتها الاجتماعية لدعم مبادرات المجتمع، وتحقيق النفع العام المرجو من هكذا مشروعات ومبادرات مجتمعية.