الشهيد إسماعيل هنية

 

 

محمد بن سالم التوبي

 

الشهيد الذي رفع رأس الأمة عاليًا لن توفيه الأقلام ولا تتسع له الصفحات ولن تؤبنه الدموع، فيا أيُّها البطل أنت الذي سطّرت بطولاتك الصفحات في جنة الله الخالدة، وأنت من حجز لنفسه قلعة العيش الرغيد في جنات الله التي وعد بها الشهداء الأبرار الذين آمنوا بالله ربًا وبمحمد نبيًا ورسولًا، لا عزاء فيك؛ فالعزاء في حق الشهداء في الأرض مهزلة، والعظماء عزاؤهم في سموات الله!

العظماء هم أولئك الذي يرتقون إلى الله وقد باعوا أنفسهم رخيصة من أجل لا إله إلا الله، هذه الراية العظيمة التي يتجلى فيها رب العزة والجلال المتوحد في علاه؛ فوعد الله ناجز لا محالة فمن يدافع عن أرضه وعرضه ووطنه يرتقي في مرتبة الشهداء والعظماء الذين يخلدهم التاريخ. من مثلك أيها البطل جائزته عند الله ودمائك الطاهرة الزكيّة هي قربان إلى الله وهكذا هي الأوطان الحرة تقدم خيرة أبنائها لترتقي وغزة اليوم بفضل الله وثم بفضلكم عرفها القاصي والداني وسطرت بطولاتكم العظيمة أروع انتفاضة في العالم الحديث.

لقد بذلتم ما في وسعكم لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى وقد عرف العالم بفضل جهودكم أن هناك بلدًا يُسمى فلسطين يكاد أن ينساه القريب قبل البعيد وقد زرعت فيه القوى الصهيونية كيانًا إجراميًا من أجل مصالحها وخدمة لصهيونيتها وجعلت من الشرق الأوسط أرضاً للتناحر والحروب وجمعت اليهود في أرض فلسطين من أجل أن لا يجتمع الخير وإنما أبقتها ربيبة لها حتى لا يجتمع العرب في كلمة سواء ولا تجتمع لهم راية لنشر الخير والقيم الإسلامية في هذا العالم ولكن غزة على صغرها علمت العالم القيم العظيمه والمثل العالية في التعامل مع الإنسان في الحرب.

نِمْ قرير العين فقد ارتقيت مكاناً عليًا ودع الذين هانت عليهم أنفسهم وهانت عليهم أرضهم وهانت عليهم كرامتهم أن يقولوا ما يقولون ويفعلون ما يفعلون فلا يضرك نهيق الحمير ولا ثغاء القطيع فكل مُيسر لما خلق له. من اعتاد الكرامة يجد نفسه في أعلى عليين ومن اعتاد على الخنوع فلا يقدر على النهوض فقد جبلت نفسه على الانبطاح والركوب على ظهره "كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين".

نِمْ قرير العين هادئ البال فقد كفيت ووفيت وآن الأوان أن يقوم غيرك بالمهمة الجسيمة وإن كانت ثقيلة فلا بأس، هكذا هو حال المجاهدين يخرجون إلى ساح الوغى فلعلهم لا يعودون، ويأتي غيرهم ليتسلموا راية الجهاد المجيدة ويواصلون مشوار النصر الذي وعد الله عباده المتقين. تم قرير العين فجنة الشهداء في انتظار أهلها ولا تتسع إلا لأهلها الذين يستحقونها برحمة الله.