الاتحاد الرياضي والحكومة

 

أحمد العامري

الاتحادات العربية لمختلف الرياضات في الوطن العربي تُظهر بعضها تفاعلاً ملحوظاً مع الجماهير عند انتقاد أداء الفرق أو الأفراد. هذا التفاعل يصل أحيانًا إلى انتقاد رئيس الاتحاد والمطالبة برحيله، بل وحتى فصل المدربين أو اللاعبين لسوء الأداء.
يبدو أن بعض هذه الاتحادات تدرك جيداً أهمية الجماهير الرياضية ودورها الحيوي في المشهد الرياضي.

ومع ذلك، نجد أن بعض الحكومات العربية لا تزال بعيدة عن هذا النهج، حيث لا تولي اهتماماً كافياً لمطالب مواطنيها وتضيق عليهم في أبسط الأمور. هذه الحكومات بحاجة إلى فهم أن تفاعلها مع المواطنين لا يقل أهمية عن تفاعل الاتحادات الرياضية مع جماهيرها.

إذا نظرنا إلى الحكومة كما ننظر إلى فريق كرة القدم، سنجد أن الحكومة تتكون من مجموعة من اللاعبين الذين يمثلون وزراء ومسؤولين، بينما ميدان الأداء هو الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من ميادين الخدمات، والجمهور هو الشعب.
للجمهور الحق في تمجيد الفريق عندما يكون الأداء جيدًا، وله أيضًا الحق في التعبير عن غضبه والمطالبة بتغييرات في الفريق إذا كان الأداء دون المستوى المطلوب.

في الرياضة، عندما يطالب الجمهور بتغيير مدرب أو لاعب بسبب سوء الأداء، يكون الهدف هو تحسين الأداء والعودة إلى مسار النجاح. وبالمثل، يجب على الحكومات أن تصغي لمطالب شعوبها وتعمل على تحسين الأداء من خلال إجراء التغييرات الضرورية في السياسات أو المسؤولين.
 التجاهل المستمر لمطالب المواطنين يؤدي إلى فقدان الثقة وتزايد الاستياء، مما يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سلبية على الاستقرار والتنمية.

من الجدير بالذكر أن بعض الاتحادات الرياضية تتبع سياسة الشفافية والمساءلة أمام الجماهير، حيث يمكن للجماهير معرفة تفاصيل الأداء وأسباب الفشل وأيضًا خطة التحسين.
هذا النوع من الشفافية يعزز الثقة بين الجماهير والاتحاد. بنفس الطريقة، على الحكومات أن تكون شفافة في سياساتها وقراراتها، وأن تكون مستعدة للمساءلة أمام شعوبها.

إضافة إلى ذلك، بعض الاتحادات الرياضية غالباً ما تُنظّم منتديات ولقاءات مع الجماهير لسماع آرائهم ومقترحاتهم، مما يعزز من التفاعل الإيجابي ويشعر الجماهير بأهميتهم وتأثيرهم.
 هذا النهج يجب أن تتبناه الحكومات من خلال فتح قنوات تواصل فعالة مع المواطنين، وتنظيم لقاءات دورية لسماع آرائهم ومقترحاتهم والعمل على تنفيذ ما يمكن من هذه المقترحات.

بالتالي، يجب أن تتعلم الحكومات من بعض الاتحادات الرياضية كيفية التفاعل مع الجمهور بشكل إيجابي وبناء، وتقدير أهمية الرأي العام في تحقيق النجاح والاستقرار.
إن الاستماع إلى المواطنين وتلبية مطالبهم ليس فقط واجباً أخلاقياً، بل هو أيضاً استراتيجية ضرورية لضمان التطور والازدهار. علاوة على ذلك، إشراك المواطنين في عملية اتخاذ القرار يعزز من إحساسهم بالمسؤولية والمواطنة، مما ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل وعلى الوطن.

تعليق عبر الفيس بوك