دور الأسرة في غرس القيم الأصيلة

 

 

سالم بن سعيد الكلباني

من منطلق الحرص السامي لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- وتوجيهاته الحكيمة واهتمامه بأهمية الأسرة العمانية وتربية الأبناء في ضوء العولمة والتكنولوجيا الحديثة وأثرها في القيم والعادات وثقافة المجتمع العماني؛ حيث تتطلب تربية الأبناء أن تكون مستمدة من الدين الإسلامي الحنيف بعيدا على الأفكار الهدامة؛ فيجب التركيز على حث الأبناء قبل الزواج أن تكون لديهم الثقافة الأسرية وتحمل المسؤولية في ترابط الأسرة ودورها في بناء المجتمع.

كما يعتبر الوعي والحس بالمسؤولية أمرا مهمًّا لما ينتج عنه من آثار إيجابية والحد من القضايا الأحوال الشخصية في أروقة المحاكم ونشر ثقافة التسامح والعفو. ومن المعروف أن قضايا الأحوال الشخصية تشمل الطلاق والنفقة وحضانة الأطفال والميراث وغيرها من القضايا التي تتعلق بالحياة الأسرية. وقد لاحظنا في السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في عدد هذه القضايا التي تصل إلى المحاكم، وهذا يعكس تدهورا في الحالة الأسرية وانعدام القيم الأصيلة في المجتمع.

ومن الواضح أن الأسرة هي الوحدة الأساسية في المجتمع، ومن خلالها يتم بناء الأفراد وتنشئتهم وتعليمهم القيم والأخلاق السليمة. ولكن مع التغيرات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها المجتمع العماني، أصبحت الأسرة تواجه تحديات كبيرة في تحقيق هذا الدور الحيوي.

وفي ظل التكنولوجيا الحديثة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت العلاقات العائلية متأثرة بشكل كبير. فالأبناء يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات ويتفاعلون مع العالم الافتراضي بدلاً من التفاعل الحقيقي مع أفراد الأسرة.. وهذا يؤثر سلباً على الترابط الأسري وتبادل القيم والعادات السليمة.

وبالتالي، يجب على الأسرة أن تكون واعية بأهمية دورها في بناء المجتمع.

تعليق عبر الفيس بوك