فلنحافظ على العيد ورائحته

 

أحمد بن موسى البلوشي

العيد مُناسبة دينية واجتماعية تنتظرها المجتمعات بفارغ الصبر، ويحتفل المسلمون حول العالم بعيدي الفطر والأضحى، حيث يشكل العيد فرصة لتجديد الروابط الاجتماعية وتعزيز القيم الأخلاقية والدينية. يحتفظ العيد بعبق خاص بفضل العادات والتقاليد التي تُحيط به، مما يُساهم في خلق أجواء من الألفة والمحبة بين النَّاس، وتشكل الأعياد الإسلامية مناسبات مثالية لتجديد الروابط الاجتماعية وتعزيز التواصل بين الأفراد. فالتجمعات والزيارات العائلية تتيح للأفراد فرصة للتواصل والتفاعل، مما يُعزز من الروابط الاجتماعية، ويقلل من الفجوات بين الأجيال. هذه اللقاءات العائلية تُعيد اللحمة إلى العائلات الكبيرة والصغيرة على حد سواء، وتتيح للجميع فرصة للتقارب وتبادل الأخبار والأحاديث.

انتظار الأسر بفارغ الصبر للعيد يُعد من أجمل الأوقات في حياة الأسرة، هذا الانتظار الجميل يجعل الجميع يشعرون بفرحة العيد قبل قدومه، ويزيد من الترابط الأسري والاجتماعي، حيث يمتلئ الجو بالفرحة والتوقعات السعيدة. يتميز هذا الوقت بتجهيزات خاصة واستعدادات تشمل تزيين المنازل بأضواء ملونة وزينة جميلة، مما يضفي جوًا احتفاليًا على المكان، وتبدأ الأسر في إعداد أشهى الأطباق والحلويات التقليدية التي تتماشى مع المناسبة، ويحرص الكثيرون على شراء ملابس جديدة للأطفال والكبار لارتدائها في أيام العيد، وتُعد هذه الفترة فرصة رائعة للتجمع مع العائلة والأصدقاء وقضاء وقت مُمتع معًا، ويتم تبادل الهدايا والعيديات بين أفراد الأسرة، وخاصة بين الكبار والأطفال، مما يزيد من بهجة العيد.

ولضمان استمرار هذه الأجواء، من الضروري تعليم الأطفال أهمية هذه العادات وتوجيههم للحفاظ عليها. فتعليم الأطفال عن عادات وتقاليد العيد ليس فقط يُعزز الهوية الثقافية والدينية فيهم، بل يساهم أيضًا في بناء قيم اجتماعية إيجابية وتعزيز الانتماء للمجتمع. هذا النوع من التعليم يؤسس لأسس قوية لاحتفالات العيد في المستقبل، مما يحافظ على الروح الخاصة لهذه المناسبات في سلطنة عُمان.

وسلطنة عمان من أكثر الدول التي تتميز بتراث ثقافي غني وعادات وتقاليد متجذرة تبرز بشكل خاص خلال المناسبات المختلفة ومنها الأعياد. وتتميز الاحتفالات في سلطنة عُمان في هذه المناسبات بطابع خاص يجمع بين القيم الإسلامية والتقاليد العُمانية العريقة، ويشكل العيد في عمان مناسبة لإظهار هذه التقاليد وتعزيز الألفة بين أفراد المجتمع من خلال الفعاليات المتنوعة التي يقوم بها المواطنون في مختلف محافظات وولايات عمان، ولذلك وجب علينا جميعاً أن نُحافظ على هذه اللحمة الوطنية من الشمال للجنوب من خلال المحافظة على هذا الموروث العريق الذي يُميزنا كعمانيين عن البقية، فالجميع يشهد بأن العيد في عمان مختلف بكل تفاصيله ومكوناته، ويمكن أن تشكل أيام العيد فترة سياحة للوافدين للتعرف على العديد من مكنونات هذا العيد وفعالياته.

إنَّ العيد أكثر من مجرد مناسبة دينية؛ إنه فرصة لتعزيز الألفة والتواصل الاجتماعي والحفاظ على العادات والتقاليد التي تعطي لمجتمعاتنا هويتها الخاصة، ومن خلال تعليم الأطفال أهمية هذه العادات ومشاركتهم في الاحتفالات، ونضمن استمرار هذه التقاليد وتعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية. إن الحفاظ على هذه العادات هو مسؤولية مشتركة تساهم في نشر الفرح والمحبة في المجتمع، ولذلك تبقى رائحة العيد بكل هذه العادات والتقاليد والفعاليات لها طعم خاص ومختلف، هي رائحة تحمل في طياتها ذكريات الفرح والمحبة والتجديد، والعيد تجربة متكاملة تجمع بين الروحانية والتواصل الاجتماعي والاحتفال بالتقاليد، ومن خلال هذه العناصر المتنوعة، يُصبح العيد مناسبة لا تُنسى، تظل رائحته عالقة في الذاكرة، وتجسد أسمى قيم المحبة والتعاون والفرح.

تعليق عبر الفيس بوك