كل عام والجميع بصحة وعافية

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

 

يحتفل العالم الإسلامي الأسبوع المُقبل بعيد الأضحى المُبارك الذي يأتي هذه السنة والأوضاع في فلسطين والسودان ودول عدة ليست على ما يرام لما يحدث بها من حروب ودمار وتجويع وترويع وتشريد واعتداءات غاشمة، نعم يأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام وقد كثر القتل والهرج والمرج والتعدي على الغير دون وجه حق، الأمر الذي جعل سكان تلك المناطق يفرون إلى أقطار أخرى بحثًا عن الأمن والأمان والاستقرار.

نعم يأتي العيد هذه المرة وهو أكثر وجعًا وإيلامًا ومشاهد ينفطر لها الفؤاد؛ نظرًا لتلك المآسي الكبيرة التي خلفت وراءها أحزاناً شتى لا زالت مُستمرة إلى يومنا هذا ولم يتعافَ بعد أصحابها منها.

والمُتتبع للمشهد الدولي والإنساني هنا وهناك والصراع القائم بين دول العالم الأكبر حول الأطماع المرتقبة من إقامة واستمرار تلك الحروب على غزة ودول أخرى، يلحظ وبما لا يدع مجالاً للشك عدم وجود رغبة وتوافق من أجل الوقوف معهم، وهم شعب يناضل ويقاتل من أجل قضيته. ويقف المشاهد كذلك عند جوانب مهمة منها عدم جديد أيضاً من أجل حل ونصرة إخواننا في فلسطين، وكذلك في السودان الشقيق، ما فاقم ذاك الإهمال والتراخي والتغاضي، من حجم المشكلة في تلك البلدان المنكوبة والمظلومة والدائرة فيها الحرب بالآلة والسلاح، ووسع من دائرة الخلافات والأطماع واختلاف المصالح في المنطقة عمومًا.

المجتمع الدولي عاجز عن فعل شيءٍ تجاه المجازر والإبادة التي ترتكب في حق العزل والأبرياء في فلسطين وغيرها، وما يتعرض له الآمنون من الأطفال والنساء وكبار السن. وإذا كانت إرادة الشعوب في الدول الإسلامية عاجزة عن التصدي لإسرائيل وقيادات دولها المطبعة مع الكيان الصهيوني الغاشم، فإنه من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. وأضعف الإيمان عمله من الشعوب العربية والإسلامية ونحن مقبلون على العيد، أن ننصر المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، بمقاطعة المنتجات والمطاعم والسلع الداعمة للصهاينة.

إننا في عُمان نؤمن تمامًا بأحقية الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه والدفاع عن أراضيه وقضيته، وكُنّا نعول على دول أكثر قربًا من الصراع والحرب الدائرة في فلسطين، أن تتخذ قرارات حاسمة في الوقوف مع الشعب الفلسطيني، وأن يكون هناك دورًا قويًا لجامعة الدول العربية، وكذلك لمجلس الأمن الدولي، إلا أن ما يؤسف له، نجد أن الخوف من الزج بالمناصب وبقوات تدافع عن الظلم في المعمورة، أمر ليس منتظرا ولا وارداً على المدى البعيد.

سلطنة عُمان وهي تستعد كغيرها من الدول الإسلامية لاستقبال عيد الأضحى المبارك، لترجو الله أن يغير ما يجري من أحداث مؤلمة في البلدان التي تشهد حروبا وقتلا، ونرجو من جميع المواطنين والمقيمين على هذه الأرض، التوقف عن ارتياد المطاعم التي تدعم إسرائيل، وأن تنال المقاطعة مجالات أخرى كثيرة، لنكون أقل شيء، قد وقفنا مع إخواننا في فلسطين والسودان وكل بلد يتعرض للظلم والتآمر.

العيد تفصلنا عنه أيام قليلة، نسأل الله أن يكون عيدًا هنيئًا على الجميع، وبمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، أتشرف برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وإلى عموم الشعب العماني وكل مُقيم على أرضنا وفي بلدنا عمان، سائلًا الله تعالى السلامة والعافية للجميع.

وكل عام وأنتم بخير وفي صحة وعافية وسلامة.

تعليق عبر الفيس بوك