قادة الاحتلال.. القفز من السفينة قبل غرقها

لم يكن إعلان الوزير الإسرائيلي بيني جانتس، أمس، استقالته من حكومة الطوارئ التي شكلها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مفاجئاً بل كان أمرًا متوقعًا في ظل ما تتعرض له هذه الحكومة من فشل سياسي وعسكري بسبب تعدد جبهات الحرب جنوباً في غزة وشمالاً مع لبنان، دون تحقيق أي إنجازات تذكر.

وعلى الرغم من أنَّ قرار الاستقالة جاء بعد يوم من إعلان تحرير 4 أسرى، إلا أن جانتس يُوقن أنه لا يُمكن تحرير أي أسرى بهذه الطريقة مرة أخرى، ويوقن أن فشل نتنياهو سوف يقود إسرائيل إلى هزيمة كبيرة إذا ما استمر في هذه الحرب التي كبدتهم الكثير من الخسائر الاقتصادية والعسكرية والسياسية.

وفي الوقت الذي يحاول نتنياهو أن يروّج لعملية تحرير 4 أسرى على أنها نصر عسكري كبير، فاجأت كتائب القسام الإسرائيليين بعرض فيديو لمقتل 3 أسرى آخرين خلال تنفيذ العملية، بالإضافة إلى مقتل قائد عسكري متأثرا بجراحه، ليكون ثمن تحرير الأسرى الأربعة مقتل 4 آخرين.

إنَّ هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وعلى الرغم من جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها، إلا أنها غارقة في بحر الخسائر العسكرية والعزلة السياسية وبحر الفشل على كافة الأصعدة والمستويات، وفي النهاية سترضخ إسرائيل لمطالب المُقاومة وشروطها لوقف إطلاق النَّار تحت وطأة الضربات العسكرية الموجعة للقوات الإسرائيلية وتحت وطأة ضغط المظاهرات المشتعلة في تل أبيب، وتصاعد العمليات التي ينفذها حزب الله في الشمال والتي شهدت تطورا نوعيا في الأيام الأخيرة.

تعليق عبر الفيس بوك