د. خالد بن علي الخوالدي
تُمثِّل صحة الإنسان والحفاظ على حياته قيمة وأولوية مهمة في كل الشرائع والأديان والقوانين والخُطط والرؤى؛ حيث ترتكز رؤية "عُمان 2040" في إحدى ركائزها على أولوية الصحة وإيجاد مجتمع صحي، وتبذل المؤسسات الحكومية الصحية والبلدية جهودًا كبيرة في هذه الفترة فيما يخص مُكافحة بعوضة الزاعجة حيث شوهد انتشار كبير لهذه البعوضة مسببة أمراض وتأثيرات مباشرة على صحة أفراد المجتمع.
وانتشار البعوضة الزاعجة أصبح يمثل خطرًا على حياة المُواطنين والمقيمين في عدد من المحافظات، ويحتاج الأمر إلى مزيد من التوعية والتكاتف المجتمعي من كافة أطراف المجتمع، ومن الضروري وصول المعلومة الصحيحة إلى كافة الأسر وإلى كافة المُقيمين وبلغاتهم التي يتحدثون بها وعلى المؤثرين في المجتمع من علماء ووعاظ وأئمة مساجد ومُعلمين وإطباء وغيرهم واجب إيصال المعلومة وتبيان خطورة هذه البعوضة؛ إذ إن المستشفيات تستقبل أعدادًا كبيرةً من المصابين، وعلى الفاعلين في مواقع التواصل المجتمعي والمؤثرين في هذه الوسائل واجب وطني للتعاون مع الجهات المعنية لإيصال المعلومات إلى كافة الشرائح وكذلك هو الحال للقائمين على منصات وشبكات الأخبار بالولايات والمواقع الإلكترونية.
إنَّ التفاعل مع هذا الأمر من وجهة نظري المتواضعة، واجبٌ وطنيٌ ومجتمعيٌ وإنسانيٌ يُحتِّم على الجميع المبادرة والمساهمة مع الجهات الحكومية المعنية في النشر والتفاعل، وهو يأتي من باب المسؤولية المجتمعية المُلقاة على عاتق كل مؤثر أو صاحب منصة إعلامية للتوعية بمخاطر هذه البعوضة وأماكن تكاثرها وأضرارها من خلال حساباتهم الشخصية أو حساباتهم العامة ومشاركتها على نطاق واسع في المجتمع حتى تصل التوعية المناسبة لمختلف الشرائح، علمًا بأنَّ وزارة الصحة ومكاتب أصحاب السمو والمعالي والسعادة المحافظين وغيرها من الجهات الحكومية قائمة بأدوار كبيرة، ويعملون ليلًا ونهارًا وعلى مختلف الأصعدة للقضاء على البعوضة ومسبباتها.
نحن جميعًا جزء من هذا المجتمع ونُعوِّل على كل شخص فيه الكثير في إيصال المعلومة الصحيحة وتوعية الناس بمخاطر البعوضة الزاعجة، ولا أخفيكم سرًا بأن هناك تزايدًا في عدد المصابين بحمى الضنك بالمستشفيات، وتؤدّي هذه الحمى لآثار صحية خطيرة على جسم المريض، وحقًا بأن هذه البعوضة أزعجتنا وأقلقتنا وأصبحت مكافحتها والقضاء عليها أمرًا في غاية الأهمية.
إنَّ مسألة المكافحة والقضاء على البعوضة الزاعجة يبدأ من نظافة المنازل وعدم ترك أي مياه راكدة لمدة تصل إلى خمسة أيام وأكثر، والحديث المباشر مع المقيمين أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه البعوضة وخطورتها ومنع أسباب تكاثرها؛ فالعديد من هؤلاء يعيشون في بيئات تفتقر للمقومات الصحية اللازمة والبيئات النظيفة، ولا يمكن التغافل عن أمر تصريف المياه والصرف الصحي بالطرق العشوائية والتي تظل راكدة لأيام طويلة، وهناك مُسبِّبات عدة تتكاثر بها هذه البعوضة لا مجال للحديث عنها في هذا المقال، ومُحرِّكات البحث في الإنترنت بها الأسباب والعلاج وكل ما يتعلق بالبعوضة، وما يهُمنا هنا هو تفاعل الجميع في وصول المعلومة إلى كافة شرائح المجتمع.
ودُمتم ودامت عُمان بخير.