وزير السياحة المصري لـ"الرؤية": عُمان تخطو خطوات جادة نحو تنمية سياحية قوية.. والسياح العُمانيون لمصر سجلوا أعلى معدلات نمو خلال العام الجاري

◄ عُمان تمتلك فكرًا استراتيجيًا كفؤًا لتنمية القطاع السياحي

◄ زيادة أعداد السياح فرصة كبيرة للدول النامية ويجب استغلالها

◄ الإيرادات الدولارية من السياحة في مصر هذا العام "لم تحدث من قبل"

الرؤية- مريم البادية

كشف معالي أحمد عيسى وزير السياحة والآثار المصري، أن عدد السياح العُمانيين سجل أعلى معدلات نمو خلال الأربع شهور الأولى من العام الجاري 2024، مشيرا إلى أن صناعة السياحة في مصر تنمو رغم الأحداث الجيوسياسية بالمنطقة.

وفي إطار مشاركة مصر في أعمال الاجتماع الـ50 للجنة الإقليمية للشرق الأوسط بمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، والذي استضافته سلطنة عُمان الأسبوع الماضي، قال عيسى- في حوار خاص مع "الرؤية"- إن أعداد السياح ارتفعت بشكل عام خلال الـ4 شهور الأولى  في مصر إلى 4.6 مليون سائح؛ وهو ما يقارب الرقم القياسي السابق تسجيله في عام 2010، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن تصل أعداد السياح خلال العام الجاري ما بين 15.500 مليون إلى 16.500 مليون سائح وافد. وأضاف معاليه أن معدل الزيادة في أعداد السياح العمانيين يعود الفضل فيه إلى ارتفاع عدد مقاعد الطيران بين البلدين، والتي تساهم بشكل كبير في تفعيل الحركة السياحية بين الدول.

وزير السياحة والآثار بمصر (2).JPG
 

وأوضح وزير السياحة المصري أنه تم اختيار سلطنة عُمان لاستضافة هذا الاجتماع الإقليمي منذ نهاية أعمال الاجتماع الماضي في العام المنصرم، وكانت مصر رئيسة هذا الاجتماع، مضيفا: "دعمنا طلب سلطنة عُمان للاستضافة بقوة وبسعادة، وأنا فخور بالتوافق العربي الذي حدث في هذا الاجتماع على استضافة سلطنة عُمان، وجميع المؤشرات اليوم تؤكد بأنه قرار سليم، وذلك بسبب ما نعيشه هذه الأيام من جودة الاستضافة وكرم الضيافة وحسن التنظيم من قبل العُمانيين، كما أن السلطنة تخطو خطوات جادة نحو تنمية صناعة سياحة قوية، حيث أن ما سمعته من معالي سالم المحروقي وزير الثراث والسياحة في سلطنة عُمان يوضح وجود فكر استراتيجي كفؤ، وتنفيذ على أرض الواقع بخطوات جدية، لذا أتمنى لصناعة السياحة في سلطنة عُمان كل النجاح.

وزير السياحة والآثار بمصر (1).JPG
 

وقال عيسة إن عدد السياح حول العالم في العام المنصرم بلغ  أكثر من 1.300 مليار سائح، وأن أكبر دولة سياحية كان لديها 80 مليون سائح، وهذا يكشف أن صناعة السياحة لديها فرصة كبيرة لتمارسها الدول وتستفيد منها، حيث إن جانب الطلب من هذه الصناعة ينمو بأسرع معدلات نمو من الاقتصاد العالمي،  مبينا: "نشهد اليوم نموا في  الطبقة المتوسطة من الدول تنمو بشكل سريع والطلب على السفر والترحال والسياحة ينمو بمعدلات حوالي 5-6% سنويا خلال الـ 10 سنوات القادمة، وذلك نتيجة "الباتنز" المختلفة في الطبقة المتوسطة، وكذلك الديموجرافيا المختلفة في الدول السياحية حول العالم، كما أن بعض الدول التي تستقبل أعداد كبيرة من السياح باتت غير مرحبة بمزيد من الأعداد، وفي مصر نتوقع أن يبلغ عدد السياح في العالم يصل إلى 1.800مليار سائح  قبل نهاية هذا العقد، منهم 400 مليون سياح جدد سيطلبون السفر خلال الفترة المقبلة، وهذه فرصة كبيرة للدول النامية للاستفادة من هذه الزيادة قبل عام 2030، وهنا يأتي دور منظمة السياحة العالمية أنها تتعاون مع البلاد المختلفة لاستقبال هذه الزيادة".

رئيسية.JPG
 

وأشار إلى أن بعض الدول تشهد نموا سياحيا كبيرا مثل انجلترا وبولندا وروسيا وكذلك المملكة العربية السعودية، وهي جميعها دول تشكل كثافة سياحية كبيرة، وهذا بدوره ساهم في تعديل الفارق لبعض الدول التي كانت تشهد نموا سياحيا والتي كانت تشتري بعض المنتجات الإقليمية في المنطقة.

وعن البرامج السياحية التي تعتمدها وزارة السياحة المصرية، أكد معالي الوزير أن مصر أعلنت استراتيجية وطنية للسياحة، واعتمدها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2022، مضيفا: "هذه الاستراتيجية تقول أن مصر لا تتلقى ما تستحقه من حصة سوقية لصناعة السياحة العالمية، وذلك ليس بسبب انخفاض الطلب على السفر في مصر، ولكن بسبب نقص المعروض من المنتجات السياحية المصرية في الدول المصدرة للسياحة، وبناء على ذلك فإن هذه الاستراتيجية عبارة عن مجموعة من السياسات التي اعتمدتها تجاه صناعة السياحة التي تستهدف تنمية وبناء جانب العرض من خلال تدعيم بناء المؤسسات الفاعلة في العرض أو المؤسسات الفاعلة في اعتماد السياسات المنظمة لصناعة السياحة".

وعن وضع السياحة المصرية رغم الأحداث الجيوسياسية، لفت معاليه إلى أن التعامل مع هذه الأزمة بالمقارنة مع الأزمات السابقة كان تعاملا متميزا خصوصا من قبل القطاع الخاص، والذي استطاع أن يقدم برامج مستحدثة بشكل سريع جدا مكنت من الحفاظ على النمو السياحي بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة المصرية التي استطاعت أن تحافظ على وجود المنتجات السياحية لدى تجار التجزئة في الدول المصدرة للسياحة في مصر، وأدى هذا التعامل إلى نمو قدره 2% في أعداد السائحين القادمين إلى مصر، كما أن الإيرادات الدولارية خلال 4 شهور الأولى هي إيرادات قياسية لم تحدث من قبل، وأنه لولا الأحداث الجيوسياسية فإن النمو في هذا القطاع سيكون أكبر بكثير، موضحا: "بنهاية الصيف الماضي كانت كل المؤشرات لحركة الطيران وشركات السياحة العالمية والحجوزات المستقبلية توضح أن النمو سيكون بحدود 15-20% ، ولا يزال النمو إيجابيا ولكن ليس بنفس التوقعات".  

تعليق عبر الفيس بوك