راشد بن حميد الراشدي
تغنى اليهود الغاصبون منذ عشرات السنين بمحارق النازية تجاههم وأوهموا العالم أجمع بأنَّهم ضعفاء ومظلومون وقد وقع عليهم أمر عظيم في تلك الأعوام، رغم ما اقترفته أيديهم في الأرض من فساد وخبث ومكر وخديعة لجميع شعوب الأرض، فلا أحد يُطيقُ معاشرتهم لأنهم قوم غدر وخيانة ونكث بالعهود والمواثيق وكل من تعامل معهم بالحسنى عضَّ أصابع الندم.
محرقة غزة التي أشعلها اليهود وأذنابهم لم تبق بشرًا ولا حيوانًا ولا نباتًا ولا حجرًا إلّا وأحرقته مع سبق الإصرار والترصد وفعل جرائمه أمام مرأى ومسمع العالم أجمع بدون خوف أو تقدير لأحد.
بالأمس كانوا يتباكون على موتاهم في ألمانيا وينشرون ويؤرخون كل إدعاءاتهم بحرق النازية لأجدادهم وأسلافهم ويحاربون كل من يقول عكس كلامهم، أما اليوم وعلى مدار أكثر من 7 أشهر يرتكبون تلك المحرقة والتي سيُخلِّدها التاريخ وتُكتب في الأثر شهادة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان رغم كل المناشدات الدولية بوقف الحرب ووقف الإبادة ووقف معركة حرق غزة فهي وصمة عار ضد الإنسانية.
معركة النصر والصمود لأهل غزة قائمة ولن تضع الحرب أوزارها إلّا بنصرٍ مؤزرٍ لأهل غزة الأحرار بإذن الله ودحض المحتل الغاشم، فما يفعله المحتل اليوم هو ممارسة محرقة وإبادة لشعب أعزل فهل يؤتمن الغادر الخائن الجبان الذي يستخدم قوته في قتل النساء والأطفال والعجزة في محارق طالت الأخضر واليابس وقتلت عشرات الآلاف منهم في سابقة صمت لم يشهد لها التاريخ مثيلًا؛ فهي حرب تطهير عرقية، ونضال نحو البقاء والله الغالب على أمره، وسينقلب الظلم عليهم ويلات تُزلزل كيانهم وتجتثهم من الأرض بعد أن طغوا وتمادوا في غيهم وجهلهم بالأمم، فهم يمكرون والله خير الماكرين، فيد الله هي العُليا بإذن الله، وإن غدًا لناظره قريب.
غزة تُحرق وتباد وعلى أيدي يهود مكنهم الله في الأرض قليلًا وسيرون جزاء فعالهم بإذن الله فقد بلغوا النهاية التي ليس لهم قوام من بعدها ويحسبون أنفسهم الغالبين.
محرقة غزة اليوم هي درس للأمم بأن اليهود لا عهد لهم وأنهم إذا خاصموا فجروا- لعنة الله عليهم- حيث يجب على المجتمع الدولي اليوم أن يقوم بدوره لوقف هذه المحرقة، وهذا الحرب الشعواء التي لا طائل للعدو من ورائها سوى الإبادة، رغم جراح أهل غزة وفلسطين، فقد طال الأمد بعد 7 أشهر عجاف لم يرتدع العدو رغم خسائره البشرية والميدانية، لأنه فقد عقله وصوابه وخارت قواه وبقي يُفسد في الأرض متغطرسًا بقوة واهية تساندها دول زائلةً بإذن الله.
سحقًا ثم سحقًا لمن اقترفت يداه محارق غزة ومقابرها الجماعية وإبادة أهلها المُستضعفين في أوطانهم التي يحلمون فيها بالنصر والحرية والعيش بسلام.. محارق غزة ستكون شاهدة على بشرية ذليلة ركعت تحت أقدام بني صهيون ليعيثوا في الأرض فسادًا وتقتيلًا.
اليوم نشد على عضد الجميع بأن يساهموا في وقف حرب غزة، شعوبًا، ودولًا، وحُكّامًا، وهيئات دولية، فقد تمادى العدو في إجرامه ولا ناصر إلّا الله.
محرقة غزة اليوم من أشهر معارك التاريخ دموية وفتكًا بالبشر والحجر، وندعو الله في هذه الليالي المباركة بالنصر والتمكين للإسلام والمسلمين، وأن يُخزي الله عدوهم ويستأصل شأفتهم، وأن تنقلب الدائرة عليهم.. إنه على كل شيء قدير.