الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى دولة الكويت الشقيقة، وكذلك المباحثات الثنائية التي عقدها جلالتها مع أخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، برهنت مدى عمق ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين، ومستوى الشراكة القائمة الذي بلغه البلدان، وما يحققانه من تعاون مُثمر في شتى المجالات.
وما عزز من هذه الشراكة وذلك التعاون، التوقيع على 4 مذكرات تفاهم وتعاون في عدد من المجالات، ونخص بالذكر هنا مجالات الاستثمارالمباشر، ودراسة البلدين إنشاء صندوق استثماري مشترك يسهم في دعم الخطط والتوجهات الاستثمارية بين البلدين؛ بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين. ولا نغفل كذلك انعقاد ملتقى الأعمال العماني الكويتي تزامنًا مع الزيارة السامية، وهو الحدث الذي شهد استعراض الفرص والإمكانات الاستثمارية في كلا البلدين، خاصةً في سلطنة عُمان التي تطرح منذ سنوات حوافز جاذبة للمستثمرين من أجل استقطابهم ومساعدتهم على بدء مشروعات استثمارية في البلاد. والمتأمل للعلاقات الاقتصادية بين عُمان والكويت، يكتشف أن المشروعات الاستثمارية بينهما تمثل واحدة من أبرز المشاريع في المنطقة، ولا سيما مشروع مصفاة الدقم، الأكبر من نوعه في قطاع البتروكيماويات بالمنطقة.
وفي القضايا السياسية تتوافق الرؤى والتوجهات وكذلك السياسات بين البلدين، وبالأخص فيما يتعلق بدعم جهود الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
إنَّ العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع عُمان والكويت، تمثل نموذجًا عبقريًا لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول، وفق أطر من المحبة والإخاء والسعي نحو الازدهار والنماء.