أمريكا الضعيفة أمام الاحتلال المُجرم

كان الجميع يصف الاحتلال الإسرائيلي أنه الابن غير الشرعي للولايات المتحدة الأمريكية، وأن إسرائيل تستمد قوتها من البيت الأبيض الذي يمدها بالسلاح والمال، إلّا أن الحرب الغاشمة على قطاع غزة أثبتت عكس ذلك، وكشفت حقيقة أمريكا الضعيفة أمام إسرائيل المُجرمة التي ضربت بجميع القوانين والقيم الإنسانية عرض الحائط، لتمعن في ارتكاب الجرائم الإنسانية بحق الفلسطينيين.

هذ الضعف الأمريكي أمام اللوبي والمال الصهيوني الذي يسيطر على السياسيين وصناع القرار في أمريكا، جرّأ حكومة بينيامين نتنياهو المتطرفة على تهديد أمريكا بمقاطعة المفاوضات بعد الإعلان عن وقف شحنة أسلحة لإسرائيل وومراجعة وقف شحنات أخرى.

ولقد برز هذا الضعف الكبير من خلال التصريحات الأمريكية حول عدم قبول أي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية التي يتكدس فيها مئات الآلاف من النازحين، ومطالبة نتنياهو بضرورة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني بعد أن سيطر عليه جيش الاحتلال، إلّا أن إسرائيل باتت لا تُلقي بالًا للتصريحات الأمريكية.

ومن المثير للدهشة، أنه عندما اندلعت المظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية، خرج نتنياهو المُتطرف ليملي التوجيهات والأوامر على الإدارة الأمريكية للتعامل مع مثل هذه الاحتجاجات، وطالب حرفيًا بـ"قمعها".

إنَّ الإجرام الإسرائيلي لن يُجدي معه سوى موقف دولي مُوحَّد، ويتم ترجمة هذا الموقف على أرض الواقع بإجبار إسرائيل على التراجع عن سفك مزيد من الدماء وارتكاب المذابح، وإلّا لنقرأ الفاتحة على الإنسانية والقوانين الدولية!

تعليق عبر الفيس بوك