◄ مسرح كمينتس.. لوحة متكاملة من الفنون والموسيقى
◄ مركز تيتز الثقافي يحكي تاريخ 300 ألف عام ويضم أحافير ومعادن نادرة
◄ المتحف الصناعي يضم العديد من الصناعات القديمة والمتقدمة
◄ تمثال كارل ماركس في كمينتس شاهد على آخر المعالم التاريخية لحقبة الاشتراكية
ألمانيا- مدرين المكتومية
ليست كمينتس كأي مدينة ألمانية أخرى، هي المدينة الفريدة والمتفردة في الوقت ذاته، ليس لأنها مدينة ثقافية أو ذات طابع خاص، وليس لاهتمام أبنائها بالصناعات اليدوية وإعادة التدوير والمنسوجات والصناعات الخشبية إلى جانب الكثير من الأعمال التقليدية التي لايزال أبناء كمينتس محتفظين بها، ولكن لأنها مزيج من التفاصيل المختلفة، ما بين المباني المعمارية والطراز الحضري.
وأثناء زيارتي لهذه المدينة، ضمن دعوة سوق السفر الألماني، استطعت أن أرى جانبا آخر من ألمانيا، ومع كل زيارة أقوم بها يمتلكني الاندهاش أمام هذه الحضارة، فكل مدينة عبارة عن رواية هرب أبطالها منها لنراهم بعين الحقيقة، إنها التفاصيل التي يمكن أن تراها بين كل نصف ساعة تقطعها وأنت تقود سيارتك أو عبر المواصلات العامة، لتدرك أنك أمام تباين بين مشاهد العمران والطبيعة والخلابة، هذه المناظر تغمرك بالسعادة المطلقة.
الصناعات اليدوية
وخلال زيارتي لكمينتس، زرت عددا من المواقع السياحية بهذه المدينة الرائعة، ومن بينها معامل النحت ومعامل المشغولات اليدوية والمنسوجات، وقد اطلعنا خلال الزيارة على عدد من المعامل الفردية، التي واصل أصحابها العمل وتوارث البعض الآخر الحرفة من عائلاتهم، وذلك يرجع للتطور التجاري الذي عاشته كمينتس في الفترة 1357م حيث شهدت تقدما في قطاع النفط، وهو ما حفز على انتشار عدد كبير من الصناعات والآلات التي ساهمت في تأسيس أول شركة للغزل في ألمانيا بالإضافة إلى تقدم مجتمعاته في هذه المجالات.
مسرح كمينتس
تقف أمام مسرح كمينتس لتشعر بتفاصيل الفن الأوبرالي والموسيقى المختلفة، فهذا المبنى قدم مجموعة كبيرة ومتنوعة من المسرحيات، حيث بدأت الأوبرا في 1909 بتقديم المسرحيات والباليه، وتدير حفلات لأوركسترا روبرت شومان - فيلهارمونى (تأسس سنة 1832)، وخلال هذه الزيارة حضرنا كواليس العروض ورأينا كيف يتدرب راقصو الباليه على رقصاتهم، إلى جانب تدريبات الأوبراليين وعزف المقطوعات الموسيقية، وكأننا نقف أمام لوحة متكاملة من الفن الرائع.
مركز تيتز الثقافي
وهو عبارة عن مركز ثقافي ومتحف مخصص للتاريخ الطبيعي، ويحتضن مجموعة كبيرة من عينات الحشرات والأحافير ومجموعات المعادن وعينات من غابة كيمنتس لنبتة "سرخس" المتحجرة والتي يبلغ عمرها حوالي 291 مليون عام، والتي تم اكتشافها في القرن السادس عشر.
ويضم المتحف أيضاً مكتبة المدينة ومعرض نيو ساكسونيان، ويعتبر المحطة المثالية للتعرف على 300 ألف عام من تاريخ البشرية منذ العصر الحجري القديم إلى الأيام الأخيرة قبل التصنيع.
المتحف الصناعي
ومن بين جدول الزيارة، قمنا بجولة في المتحف الصناعي الذي يضم في جنباته الكثير من المقتنيات والمعروضات الخاصة بالتراث الصناعي التي تعود إلى فترات قديمة جدا، بدءا من الآلات البسيطة وانتهاء لما وصلت إليه التكنولوجيا المتقدمة، حيث يضم الآلات والأجهزة والتقنيات المختلفة، وتاريخ الشركات التي ساهمت في تقديم تاريخ الصناعة في كمينتس بدءا من أبسط صناعة وهي صناعة النسيج وانتهاء إلى الهندسة وإنتاج السيارات وصناعة التعدين وغيرها من الصناعات التي يضمها المعرض.
أوغست هورش
متحف أوغست هورش في تسفيكاو هو متحف للسيارات في تسفيكاو، ساكسونيا ألمانيا، وقد تم افتتاحه في عام 2004، وهو يغطي تاريخ صناعة السيارات في تسفيكاو، والتي تسمى الآن أودي، وصلت سيارته للعالمية وذلك بفضل هندستها الدقيقة، ويعد هورش رائدًا في استخدام معادن السبائك الخفيفة وكان أيضًا من أوائل المدافعين عن تركيب المحركات في مقدمة السيارة بدلاً من الجزء الخلفي.
وفي عام 1920، لعب هورش دورا حاسما في قرار أودي باعتماد نظام القيادة اليسرى في جميع نماذج الإنتاج القياسية الخاصة بها، وتم تصميم جميع ابتكاراته تقريبا لتعزيز راحة السائق في سيارات، وحصل هورش على العديد من الأوسمة والجوائز الأخرى بما في ذلك وسام الشرف من جمعية المهندسين الألمان، وهي الجمعية الهندسية الأكثر شهرة في ألمانيا.
حدائق السبا
يجسد كومة النحت التي رسمها الفنان البريطاني توني كراج في حدائق السبا المعاد ترميمها في باد شليما العلاقة بين الطبيعة والتدخل البشري، حيث يقوم بسرد تاريخ التعدين الفني من خلال النحت البرونزي التجريدي الذي يستحضر الارتباطات مع الأرض، حيث تمت إعادة بناء مجموعة النحت من قبل الفنانيين العالميين البريطانيين توني كراج في منتجع كوربارك باد شليما، وهو منحوت ضخم يعطي الموقع جماليات كغيره من المنحوتات التي اعيد بناءها.
نصب تذكاري
كانت تسمى كمينتس قبل الوحدة الألمانية "مدينة كارل ماركس" التي ماتزال تحتفظ بنصبه التذكاري الذي يزن 40 طنا ويصل ارتفاعه سبعة أمتار.
ويعد هذا التمثال آخر المعالم التاريخية الشاهدة على حقبة الاشتراكية التي انتهت بسقوط جدار برلين، وبعد الوحدة الألمانية أطلق على المدينة اسم كيمنتس، حيث كان متوقعا بعد التغيرات أن يتم انتزاع تمثال رأس ماركس، وتحول التمثال إلى معلم من المعالم التي تعبر عن هوية المدينة.