القلب الكبير يبقى عظيمًا

 

‏راشد بن حميد الراشدي

في الحياة تصادف رجالًا قلوبهم ونفوسهم كنوز تحملك نحو صفاء الحياة ووفاء الدهر وراحة البال، والقلوب الكبيرة تبقى دائمًا عظيمة بأفعالها وبسيرتها العطرة ووفائها الذي قلَّ مثله في هذه الأيام قلوبا تحملك نحو عالم آخر هو عالم الخُلق الكريم والصفات الحُسنى والتضحيات وحفظ الود والمعروف للجميع.

وعندما تتحدث عن تلك القلوب الجميلة تتوقف الكلمات عن التعبير وسرد تلك المشاعر الجياشة؛ لأنك لو كتبت فصولًا فلن تُوفّي لها جزءًا من معروفها وجمائلها الكثيرة التي شهدت عليها.

اليوم تعرج النفس لصاحب القلب الكبير المُحب لعُمان وشعبها والذي ارتبط بها رباط الأوطان رغم انتهاء مهام عمله فيها؛ فلا زالت حبال مودته ممدودة إلى عمان وشعبها، فلم تَنسه ولايات السلطنة ومدنها وقراها، وهو لم ينسَ تلك المرحلة الذهبية من حياته فيها، إنه سعادة عبدالله بن سعود العنزي سفير المملكة العربية السعودية السابق لدى سلطنة عمان وسفير المملكة حاليًا لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي تشرفنا بلقائه بعد سنة من مغادرته السلطنة، أنا ولفيف من إخواننا المشاركين في معرض إكسبو إيران 2024.

فبترحاب المُحب لنا جميعًا، كان اللقاء، فقد غمرنا بكرمه وسؤاله عنَّا وعن كل ما نحتاجه أثناء وجودنا في العاصمة طهران. ومع اللقاء الودي الطيب، حملت القلوب ذكريات عُمان وسلطانها وشعبها لدى سعادة السفير، وهو يسرد مواقف الخير التي مرَّ بها خلال فترة عمله، ودوره الفاعل في تقوية العلاقات بين البلدين الشقيقين في مختلف مناحي الحياة، والتطور الكبير في التعاون بمختلف مستوياته خلال السنوات الأخيرة، كما عبَّر جميع الإخوة عن سعادتهم بتجدد اللقاء وغبطتهم بشرف اللقاء.

جلسة غداء على شرف المشاركين في الزيارة إلى معرض إكسبو إيران 2024 أقامها سعادة السفير، أكسبت الزملاء محبة سعادته، وارتباطه الكبير بسلطنة عُمان وشعبها، والأدوار التي قام بها في توطيد العلاقات والتعاون في مختلف المجالات وتطويرها؛ بما يخدم عمان والمملكة، وخاصة المجال الاقتصادي والاستثماري، وكانت آخر تلك النتائج المثمرة قبل أيام، التوقيع على تطوير البنى الأساسية لعدد من المناطق الصناعية في السلطنة.

سفير القلوب والسلام سعادة عبدالله بن سعود العنزي، كان سفيرا على قدر المسؤولية، ورجلًا من الطراز الأول، في السعي لخدمة وطنه الأول المملكة، ووطنه الثاني عُمان، في تفانٍ يشهد الله والعباد عليه. ونرجو له التوفيق والسداد في جهوده وتقوية أواصر التعاون والمحبة لوطنه، أثناء فترة عمله الحالية سفيرًا لخادم الحرمين الشريفين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

نعم إنه صاحب القلب الكبير الذي تبقى سيرته عطرة بما قدمه من خير عظيم لوطنه وعمان في عدة مواقف ريادية.

فألف تحية شكر وتقدير له وهو يحتضن أبناء عُمان سعيدًا بلقياهم؛ فالقلب الكبير يبقى عظيمًا شامخًا بأفعاله مهما تقادمت السنون.