دفاعاتنا الإلكترونية وأمن المعلومات

 

مدرين المكتومية

استفادت الحضارة البشرية من التطور التكنولوجي الهائل الذي حدث خلال العقدين الأخيرين، ما أسفر عن تقدم نوعي في العديد من المجالات، غير أن هذا التطور والتحديث صاحبه تحديات كبيرة، تمثلت في مخاطر القرصنة وهجمات الفدية والاحتيال الإلكتروني وسرقة المعلومات وغيرها من مخاطر أمن المعلومات.

وللأسف تسببت التطورات التكنولوجية في منح المخترقين الفرصة للتسلل الى البنى الأساسية والحيوية للمؤسسات وتعطيل الأجهزة والمعدات أو الإضرار بالعمليات التشغيلية، خاصة وأن ما نعيشه في ظل تسارع تقنيات التكنولوجيا والتهديدات السيبرانية، يُحتِّم علينا أخذ خطوات استباقية لحفز البيانات والمعلومات؛ وهو ما سيقدمه مؤتمر عمان للأمن الإلكتروني الذي يأتي تحت عنوان الدفاع عن العالم الرقمي- ثورة الأمن الإلكتروني في قطاع الاتصالات الذي تنظمه جريدة الرؤية ضمن مبادرتها المجتمعية، والتي تحاول من خلال فكرته الوصول لبنود إطارية لإستراتيجية وطنية للدفاعات النشطة.

وهذا المؤتمر بالتأكيد سيجعلنا على دراية بحجم التحول الحاصل على مستوى الأمان الإلكتروني لقطاع الاتصالات بالسلطنة، الى جانب توفير منصة موثوقة لتبادل الأفكار والرؤى للوصول لدفاعات استباقية إلكترونية أكثر فاعلية، وغيرها من الأهداف التي ستكون حاضرة على طاولة الحوار في المؤتمر.

وكون الموضوع مهما وكبيرا ويخص مختلف شرائح المجتمع فإن المؤتمر سيتضمن أيضًا تنفيذ تمرين وطني بعنوان "الدفاع عن العالم الرقمي.. قطاع الاتصالات"، تشرف عليه أكاديمة الأمن الإلكتروني المتقدم، والذي يقوم على فرض سيناريوهات ونماذج يتم تصميمها وهندستها لتناسب متطلبات قطاع الاتصالات في تمكين جاهزيته، ويشارك فيه عدد من الشباب والمهتمين والمختصين بهذا المجال الذين بالطبع سيُساهم وجودهم ومشاركتهم في المساهمة بدعم أهداف ورؤى المؤتمر والذي هو تعميم الفائدة على مختلف القطاعات والاستفادة من كل الخبرات التي من شأنها المساعدة ولو بالشيء القليل في الحفاظ على أمننا الإلكتروني.

كل هذه الأمور تساعدنا وتُمكِّنا من بناء قدرات تملك الإمكانيات الفنية في الاستجابة لحوادث الأمن الإلكتروني، وتمكين أساليب التفاعل مع الرأي العام وبالأخص مستخدمي خدمات الاتصالات، إلى جانب تمكين التعاون والتنسيق على المستوى الوطني بين الجهات المعنية بأمن الاتصالات في التعامل مع الحوادث الإلكترونية.