اهتمام متواصل بتحسين وضع "الطيران العُماني"

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

هناك اهتمام متواصل من الجهات المعنية بتغيير وتحسين الوضع بشركة الطيران العُماني التي كان من المفترض أن تؤدي دورًا كبيرًا في عمليات الترويج والتسويق للسياحة في عُمان خلال العقود الماضية، إلّا أنَّ هذه الشركة منذ تأسيسها لم تكن لها سياسة استراتيجية واضحة في عملية الترويج والتسويق السياحي. ويرى بعض المهتمين بأن الكثير من مجالس إداراتها لم تهتم بمصالح الشركة بصورة لائقة نظرًا لقلة الفهم والدراية لهم في مثل هذه الشركات المتخصصة؛ بل كان الاهتمام بمصالح شخصية أكثر من مصالح الشركة؛ الأمر الذي أدى إلى تراجع أعمال الشركة في جذب السياحة إلى البلاد، والدخول في مشاريع استثمارية سياحية مجدية تعود بالنفع والفائدة على السياحة والمؤسسات السياحية في البلاد، ناهيك عن الخسائر السنوية التي تلحق بهذه الشركة منذ العديد من السنوات.

لا نُنكر أن الشركة حققت بعض المراتب الأولى على مستوى دول الشرق الأوسط وأفريقيا خاصة في التزامها بمواعيد الطيران في الوقت المحدد، إلّا أنها لم تستطع مجاراة التطورات التي يشهدها عالم الطيران بصورة مستمرة. وقد تحقق أمر الالتزام في الطيران نتيجة للجهود التي بذلتها الكوادر العاملة في الشركة لتحقيق إنجاز ما وسعيهم الدؤوب في توفير سبل الراحة والتميز في جميع عناصر تجربة المسافرين على متن رحلات الطيران العُماني.

كل ما نأمل فيه اليوم هو أن تتمكن هذه الشركة من خلال استراتيجيتها الجديدة لعام 2024 بتحقيق النجاحات التي خططت لها للمستقبل؛ فهذه الخطة هدفها مواصلة تحسين الأداء المالي والتشغيلي للشركة وإعادة هيكلة شبكة الخطوط وجدول الرحلات وتوقيتها لتكون أكثر ملاءمة للمسافرين العُمانيين والوافدين والسياح القادمين، والمحافظة على أغلب شبكة الخطوط الحالية التي توقفت عن الطيران خلال الفترة الماضية. وهذا يعني أن الشركة عازمة أيضًا على مكافحة الفساد والتلاعب في أعمال الشركة بسبب رغبة البعص في تحقيق المصالح الشخصية؛ سواء من الأعضاء أوالعاملين بها وفق ما يتحدث البعض عنها.

الاستراتيجية الجديدة التي سوف تتبعها الشركة خلال العام الجاري 2024 تهدف إلى تحقيق نتائج إيجابية مقارنة بنتائج السنوات الماضية؛ فهي تعمل اليوم بخطة تطوير وتحسين لجميع الأعمال التي تقوم بها شركات الطيران في العالم، وبما يتناسب مع التطورات السريعة التي تشهدها شركات الطيران في المنطقة وخارجها. والمؤشر المالي للشركة للعام الماضي يشير بأنها حققت بعض النتائج المبشرة، بحيث تراجع صافي خسائر الطيران العُماني، في الوقت الذي ارتفعت فيه الإيرادات بنسبة 30% عام 2023 مقارنة بعام 2022.

الشركة تعمل اليوم على مراجعة أدائها السنوي والالتزام بالمعايير المطلوبة في الاداء، مع الالتزام بتوفير الراحة للمسافرين من حيث أوقات الرحلات لتكون أكثر سلاسة وأقل إرهاقًا، ما يجعلها عاملًا مميزًا رئيسًا في مجال الطيران. وفي الوقت نفسه تعمل على الشركة على وقف جميع أوجه المصروفات غير الضرورية في جميع الدوائر المختلفة بالشركة، وإغلاق المرافق غير الضرورية بمطار مسقط الدولي، وتخفيض وإلغاء عدد من عقود الخدمات غير الضرورية للشركة، الأمر الذي سوف يساهم بالفعل في تحقيق نتائج أيجابية وتساهم في تحسين الوضع الإداري والمالي والفني للشركة خلال السنوات المقبلة. كما أن المعلومات تشير إلى أن الشركة لم تحصل على أية قروض بنكية أو ضمانات حكوميةل أعمالها في العام الماضي، وهو ما يمثل تحولًا جوهريًا وغير مسبوق في تاريخ الشركة؛ الأمر الذي يوحي بأنها ستتمكن من تحسين أدائها المالي والتشغيلي تمهيدا لتحقيق أرباح في السنوات المقبلة.