مُصابنا جلل.. لكن نريد حلًا

بات الطلاب ليلتهم يحلمون بصباح الأحد، أول أيام العودة للمدارس بعد إجازة عيد الفطر المبارك، جهزوا ملابسهم وحقائبهم، رصّوا كتبهم ودفاترهم، وغزلوا خيوط قصصهم ومواقفهم السعيدة في إجازة العيد ليحكوها لرفقائهم في الصفوف.

ومع بزوغ فجر اليوم الموعود، استيقظ الجميع بهمة ونشاط، قاصدين مقاعد العلم وقلاع المعرفة، إلّا أن القدر لم يُمهلهم الوقت الكافي للحديث عن مغامراتهم في العيد وقصصهم مع التكبيرات والصلاة والعيديات؛ إذ وجدوا أنفسهم عالقين في مشهد مهيب، تغمُر فيه المياه كل مكان، وتحاصرهم من كل حدب وصوب، لتنجرف مركبتهم مع الوادي، ليعودوا إلى عائلاتهم جثثًا هامدةً.

مُصابٌ جللٌ نعيشه في كل ربوع عُمان، حزنًا وكمدًا على فراق فلذات أكبادنا الذين وافتهم المنية جرّاء جريان الأودية بسبب الحالة الجوية التي تتعرض لها السلطنة، ولا وصفَ يُعبِّر عن مدى الحزن الذي يعتصر قلوبنا.

إنَّنا لا نُريد لمثل هذه الفواجع أن تتكرر، لا نريد أن نخسر مزيدًا من الأرواح، نريد حلولًا جذرية وسريعة للحفاظ على أرواح أبناء عُمان وممتلكاتهم وأرواح كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة التي تحتضن الجميع بحب وسلام وأمان، نأمل حلولًا مُستدامة لمثل هذه المواقف تضمن سلامة الجميع.

تعليق عبر الفيس بوك