سالم بن نجيم البادي
استقبل الناس تطبيق منظومة الحماية الاجتماعية بتفاؤل وفرح وأمل ورجاء في أن تجلب الرفاه الاجتماعي لكل أفراد المجتمع، وهذا ما يوحي به اسمها الحماية الاجتماعية وكلمة الحماية لها معانٍ رائعة وجميلة وتبعث على الطمأنينة والشعور بالاستقرار والرضا والأمان.
لكن اتضح أنَّ هذه المنظومة وبعد أن تم تطبيقها تحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر في بعض جوانبها؛ فهي لم تتطرق إلى الباحثين عن عمل، رغم أنهم فئة كبيرة ومشكلتهم عويصة وأعدادهم في تزايد مستمر وهم أولى بالرعاية والحماية والاهتمام. ولو أن منظومة الحماية الاجتماعية خصصت لهم مبلغًا من المال يعينهم على مواجهة صعوبات الحياة إلى حين ميسرة، لكان خيرًا؛ حيث إن حال هؤلاء أصعب وأكثر تعقيدًا، من حال الأطفال دون عمر 18 سنة، وإن متطلباتهم أكثر إلحاحا من الأطفال وحاجتهم للمال أشد. وبمناسبة ذكر الأطفال فإن المبلغ المخصص لهم وهو 10 ريالات في الشهر، مبلغ زهيد جدًا، وبالكاد يكفي لشراء الطعام من المقصف المدرسي.
ومن الغريب أن منفعة الأطفال قضت على المعونة المقدمة لطلبة المدارس من فئة أصحاب الضمان الاجتماعي والدخل المحدود، وبذلك تساوى هؤلاء مع الأغنياء وأصحاب الدخل المرتفع، وهذا نوع من عدم العدالة.
ومن الملاحظات على منظومة الحماية الاجتماعية أنها تساوي بين الأغنياء والفقراء في منفعة كبار السن، فمن لا يملك غير 115 ريالًا يكون حاله مثل حال من يملك ملايين الريالات.. فكيف يستقيم هذا؟!
وأخيرًا.. لا ينبغي أن ننسى الباحثين عن عمل وربات البيوت وأصحاب الدخل المحدود، وأن تزيد منفعة الأطفال وأسر الضمان الاجتماعي، وحتى تحقق هذه المنظومة الغاية منها يجب أن تكون عادلة، وأن تُراعي ظروف وأحوال وخصوصيات كل الفئات في المجتمع.