العلاقات والمال أساس الحياة؟!

 

لينا الموسوي

كنت جالسة استمع إلى أحد مدربي التنمية البشرية في إحدى دوراته التدريبية التي كانت مخصصة للشباب عن الفكر والابتكار والإبداع وكيفية السعي الجاد والعمل في الحياة.

ثم اخترقت مسامعي بعض الكلمات التي كانت تقال ومنها إن "المال والعلاقات هي أساس المجتمعات، فإن كنت لا تمتلك المال فعليك بامتلاك العلاقات والوساطات التي تساعدك في مسيرة الحياة"!

هنا صرتُ أتفكَّر في مدى أهمية المال والعلاقات الاجتماعية مقارنة بالعِلم في حياة الإنسان، خصوصًا وأن أول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي "اقرأ"، لعلم الخالق- عز وجل- بأهمية العلم في تطوير وحماية البشر من مخاطر الجهل والانحراف وتطوير الذات.

يقول الله تعالى "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا".

والامام علي بن أبي طالب يقول: "يتفاضل الناس بالعلوم والعقول لا بالألقاب والأصول"؛ فبالعلم تطورت حياة الشعوب، وازدادت الفرص، وتوفرت الخدمات والتقنيات، وكل ما يخدم علاج الانسان. وبالعلم احتلَّت الدول الكبرى الكثير من الدول؛ لتأمر وتنهي بالفكر والتخطيط وبناء الاستراتيجيات.

فهل يمكن للمال والعلاقات أن يحُلا كل المشكلات؟ أم بالعلم والفكر والإبداع يحرس المال ويحافظ على أهم وأجمل العلاقات؟!

ما وددتُ قوله في هذه السطور ليس من باب المثالية، ولا هي أحلام رومانسية؛ بل إنها كلمات من رب العباد، تؤكد أهمية العلوم التي بدورها تُوجِد المال وتُقوِّي العلاقات.

لنُعَلِّم شبابنا أرقى وأسمى الصفات التي يجدونها في العلوم والمعرفة والبحوث والدراسات؛ ليستطيعوا مجابهة صراعات الحياة وكل ما فيها من صعوبات.

تعليق عبر الفيس بوك