فراغ

 

مريم الشكيلية

لم يسبق لي أن أحتاج إلى أحد بمثل ما أحتاج في هذه اللحظة وأنا أحدق في تلك الأحرف التي تهوي نحو جرف سحيق من أعلى السطر إلى قاع الورق.

ماذا عليَّ أن أفعل وأنا أتصبب حبرًا ولا أقوى حتى على مد يدي لألتقط أبجدية تعد نفسها للابتعاد والهرب بعيدًا؟ هل عليَّ أن أنتظر حتى تتكاثر تلك الكلمات وتأتي على مقربة من مخيلة الضجيج حتى أصنع منها شالًا حريريًا أُزيِّن به أناقة ورقي؟ أم هل عليَّ أن افسح المجال لمفردة مهاجرة تحط كطائر مهاجر على شرفة سطري لتعيد الحياة لأبجديتي المسنة برشفة حبر وحرف؟ أم هل أجلس على طرف نص مهترئ يُلملم تعثُّرات حلم قديم وثقل قلم متكئ على شجرة خريفية تُهدي أوراقها للريح والبلل؟ هل تدرك معنى أن تنتزع ذاتك من كل التبلُّدات الحياتية والركود الكتابي الذي يتركك في منتصف الطريق فارغًا من كل شيء؟

إنَّ ما يجوب بين حياتين وكأنك تنشطر نصفين كل شطر بمثابة نصف مكتمل، كلٌ منهما في الطرف المقابل لنصف حياة وشجن.

تعليق عبر الفيس بوك