الدبلوماسية العُمانية وتطوير النظام العالمي

كشف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقبله الحرب في أوكرانيا، مدى الخلل الهائل الذي أصاب النظام العالمي، وسوء ازدواجية المعايير التي يتعامل بها الغرب تجاه القضايا الكبرى، والكيل بمكيالين استنادًا إلى المصالح الخاصة دون النظر إلى القيم الأخلاقية والإنسانية وأسس العدل بين الناس.

ولقد تحدَّث عن ذلك صراحة معالي وزير الخارجية في محاضرة بمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، حين شدد على ضرورة تطوير النهج الدبلوماسي ليكون أكثير عملية وأن يكون مناسبًا لعالَم مُتعدد الأقطاب؛ لأنه على مدى أكثر من 3 عقود، ما يزال الكثيرون يعيشون بعقلية الحرب الباردة، ويرفضون التحدث مع الأشخاص الذين يعتقدون أنهم أعداء، وهو ما يحدث اليوم بخصوص الكارثة الإنسانية المُروِّعة في غزة؛ إذ إن هناك رفضًا للقيام بالخطوة الوحيدة التي بلا شك ستفتح طريقًا للسلام؛ ألا وهي الحوار والنقاش والتفاوض.

ومن الأمور التي أكد معاليه عليها أيضًا ضرورة إلغاء حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن؛ لأنه يُستخدم وفقًا للحسابات السياسية حتى لو كان بالإجماع، وذلك بالتوازي مع ضرورة إصلاح المؤسسات الدولية القائمة على إدارة العلاقات الدولية.. ولا ريب أنَّ مثل هذه التصريحات الثورية تترجم بجلاء النهج العُماني الإصلاحي الساعي لتقويم هذا الوضع المعوج في ميزان العدالة الدولية.

إنَّ الدبلوماسية العُمانية تشدد على أهمية إحلال الأمن والسلام والحفاظ على الاستقرار في كل الدول، لكن ذلك في واقع الأمر يتطلب ضرورة إحداث تغيير جذري للقوانين والأنظمة الدولية، وإنهاء حالة الهيمنة المنفردة من أي دولة على اتخاذ القرارات المصيرية التي ينبني عليها حياة أو موت ملايين البشر.

تعليق عبر الفيس بوك