نجاح مهرجان صحار الثاني

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

مهرجان صحار في نسخته الثانية بعث البهجة والسرور والابتسامة والمتعة في قلوب زواره، كان حديث المجالس والتجمعات ووسائل التواصل الاجتماعي، في البداية كانت الشكوك والتوقعات تشير إلى إلغاء المهرجان بشكل نهائي بسبب الأحداث الجسيمة والمؤلمة التي تحدث مع الأشقاء والأحبة في فلسطين وتحديدًا في مدينة العزة والكرامة غزة.

وقد كان مقررا أن ينطلق المهرجان في شهر نوفمبر وتم تأجيله ودراسة كيفية انطلاقته، فجاءت الفكرة بأن ينطلق بمناسبة كريمة وعزيزة على قلوبنا وهي مناسبة تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم-حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد في 11 يناير، وأيضًا تشريف جلالته وعائلته الكريمة لولاية صحار.

جاء المهرجان في هذا العام بصورة مُختلفة وبتنظيم مغاير احتراما وتقديرا للأشقاء في الأراضي المحتلة حيث تقرر عدم إقامة أية حفلات فنية وسهرات غنائية وأي مظاهر توحي بذلك، وكان الهدف الرئيسي لإقامة المهرجان هو دعم الأسر المنتجة التي وصل عدد مشاركاتها ما يفوق 117 مشاركة، وهذه الأسر تجد فوائد كبيرة لها خلال شهر المهرجان حيث تصل استفادة البعض منهم ما يمكن أن يدخل عليه لمدة أربعة أشهر، وقد تم تخصيص مواقع محددة لعرض منتجاتهم وأعمالهم ومشغولاتهم بالمجان دون أية رسوم مع توفير كل الخدمات الأساسية التي يحتاجونها، إلى جانب ذلك كانت الأمور حسب ما أعد لها سوف تخدم عددا كبيرا من أصحاب المشاريع الصغرى والصغيرة والمتوسطة والذين يجدون أيضاً ضالتهم في هذا المهرجان وكان التنافس كبيرا بينهم لحجز مواقعهم في أرض المهرجان، ناهيكم عن الهدف المهم الذي يقدمه المهرجان من توظيف مؤقت لعدد يصل إلى نحو 200 مواطن، وهي أهداف نبيلة سعت الجهة المنظمة إلى تحقيقها وشجعت على إقامة المهرجان في هذا التوقيت بدلا من إلغائه.

تنظيم مهرجان صحار في نسخته الثانية كان بمثابة تحدٍ، وإثبات للقدرات والإمكانيات التي يتمتع بها شباب محافظة شمال الباطنة، وعلى مدى شهر كامل، رأينا الكل يعمل ويجتهد ويُثابر ويفكر في نجاح مهرجان صحار في نسخته الثانية، كانوا جميعًا كخلية النحل لا تفرق بين الموظف والمسؤول والباحث عن عمل والمتطوع، كلهم جميعًا أمامهم هدف واحد هو إسعاد زوار المهرجان والتميز والإبداع في إخراج الفعاليات والأنشطة بشكل يليق بالمحافظة وبثقة سعادة المحافظ وباسم صحار، وكان لهم ما طمحوا له بعد الحضور الكبير الذي وصل حسب التقديرات الرقمية إلى أكثر من 300 ألف زائر.

المهرجان نجح وبشهادة الأغلبية، ووصل صوت المهرجان للعديد من الدول العربية والخليجية، وهذا النجاح يُمثل مسؤولية كبيرة، ويدعو جميع المسؤولين للتفكير بأن يكون المهرجان علامة فارقة خلال السنوات القادمة، عليهم بعدم المكوث كثيرًا عندما تمَّ تحقيقه، والنظر بعين ثاقبة لدراسة الإيجابيات والسلبيات التي حدثت وتعزيز الإيجابي وتصحيح السلبي منها، عليهم بدراسة واقع المهرجانات في الدول الخليجية والصديقة والاستفادة منها ومن تجاربهم، وابتكار الجديد لمهرجان صحار الذي يجب أن يستمر ويطور ويبرز بشكل أكبر، وأؤمن إيمانًا تامًا بأن شباب محافظة شمال الباطنة قادرون على تقديم ما يبهر الحضور في المهرجان المُقبل بمشيئة الله.

شكرًا لصاحب الفكرة والقيادة سعادة محمد بن سليمان الكندي مُحافظ شمال الباطنة.. شكرًا للشركات الراعية والداعمة للمهرجان.. شكرًا للمؤسسات الحكومية والخاصة التي قدمت جهودًا كبيرة خلال أيام المهرجان.. شكرًا للجنة الرئيسية وللجان العاملة.. شكرًا لكل الشباب العاملين على ما قدموا..

دام عطاؤكم نابضًا بحب هذا الوطن، ودُمتم ودامت عُمان.