انهيار كيان الاحتلال من الداخل

 

محمد رامس الرواس

ما أسباب تفاقم الخلافات داخل البيت الإسرائيلي؟ والتي تكبر وتتعمق يوماً بعد يوم حتى أصبحت ما يشه الحرب الداخلية بينهم فأشغلتهم!

إن انعدام الثقة بين أعضاء مجلس الحرب بتل أبيب يأتي في مقدمة هذه الأسباب ومنه تفرعت الخلافات بين السياسيين والعسكريين وتحديدًا بين رئيس الوزراء ووزير حربه وأصبحوا في مواجهة مستمرة فتصاعدت حدة التصريحات من الطرفين ثم تطور الأمر إلى استفزازات وامتناع عن الجلوس مع بعضهم البعض حتى في اجتماعاتهم واتسعت رقعة الخلافات والانشقاقات لتطال الأحزاب فيما بينها: اليمين واليسار والمتدينين والعلمانيين.

بعد السابع من أكتوبر أنشأ الكيان الإسرائيلي ما يسمى بمجلس الحرب لأول مرة بينما كان في حروبه الفائتة مع حماس وباقي الفصائل الفلسطينية يعقد مجلس طوارئ، ومنذ وقت غير قصير نشبت داخل مجلس الحرب انقسامات وصلت في تداعياتها إلى اتهامات صارخة بين بعضهم البعض، ووصلت إلى حد التناحر بسبب تضارب السياسات وتحديد المسؤوليات وإعطاء الصلاحيات بينهم، بجانب إلقاء اللوم فيما يخص حرب غزة على بعضهم البعض حيث قذف السياسيون العسكر بأنهم كانوا غير جاهزين للحرب وعدم جاهزيتهم هذه أوقعتهم في ما وصلوا إليه من خسائر وانكسار وعدم نجاح عملياتهم، فوصل بهم الأمر للعمل على محاولة التخلص من بعضهم البعض، وانشغلوا بمعارك داخلية مما فاقم الخلافات فوصلت لحد الإهانات بالسباب وإلقاء اللوم في ما بينهم فأصبح الأمر شبه كارثة داخلية هي بالتأكيد طريقهم للفشل بإذن الله تعالى.

ماذا يحدث في تل أبيب؟

"نحن نقاتل في غزة وهناك من هم في مجلس الحرب يقاتلوننا".. صرح بذلك أحد المسؤولين الإسرائيليين وأكد آخرون أن هناك من يهرب من المسؤولية ويسعى لإثبات صحة وجهة نظره، لقد وجد ما يُسمى بمجلس حرب الكيان الإسرائيلي نفسه في مأزق حاد بسبب ما يكابده الجيش الإسرائيلي من مواجهة غير مسبوقة من فصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة مما أوقعه في حرب استنزاف عسكري ومادي فخسائر الحرب الاقتصادية تجاوزت العشرين مليار دولار ووقوع الجنود يوميًا بأعداد متفاوتة بين قتلى وجرحى بميادين المعارك، هذا بجانب ما يستنزف منهم من عتاد وسلاح، وفي المقابل انفتحت عليهم جبهات جديدة لم تكن في حسبانهم منها لبنان واليمن والعراق وأحدقت بهم الأخطار من كل جانب وزاغت قلوبهم وأبصارهم .

ختامًا.. إن خلافات تل أبيب التي ظهرت للعلن من خلال تباين المواقف في إدارة الحرب والحديث عن مرحلة ما بعد الحرب يتزامن مع تعالي أصوات أهالي الأسرى التي تقض مضاجعهم، لذا تحاول الحكومة الأمريكية إطفاء هذه الخلافات واستدراك نتائجها قبل تفاقمها وأوضحت لهم بصريح العبارة أنهم لن يستطيعوا القضاء على حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وأن استمرار الحرب خطر على وجود إسرائيل نفسها، وأن الانسحاب والتفاوض خير من استمرار الحرب .

تبعات كثيرة ستتوالى قريبًا جراء هذه الخلافات التي تعصف بتل أبيب، وما نقول إلا كما قال الصالحون اللهم اشغل الظالمين بالظالمين واخرج أهل غزة من بينهم سالمين.