القيادة والمواطنة

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

عندما يكون الأب قائدا مع ضجيج الحياة وأحداثها وعندما تمر السنون ثقيلة عبر مراحل الزمن، يعود الإنسان إلى فكره الأبعد "الإرادي"، ويعود إلى أصله العميق يبحث عن حفظ نوعه ليس أكثر، يبحث في زوايا الحياة بأسرها، وتذهب به الأفكار ما بين إيجابياتها وسلبياتها، وكذلك دون العناء الكبير من الفكر، يحاول أن يركِّب تلك الكلمات المتقاطعة التي قد يصل من خلالها إلى حل، وقد لا يصل! لأنها تكون سهلة أحيانًا وصعبة في حين آخر.

هُنا يقف كل إنسان بين مجمع الرؤية الأبعد بحضوره بين الأمم ويسأل هل أنا في مكان يحفظ إنسانيتي وبه يقر يقيني وهل أنا في أمان وهل ما أملك في هذه الدنيا سيبقى لأولادي من بعدي هذا التساؤل أصيل ولكل البشرية ترى أنَّ النتيجة التي يصل إليها البشر تختلف، تختلف اختلافًا جوهريا ولا يستطيع أن يحكم في هذا الأمر إلا الراسخون في العلم، هذا الاختلاف ما بين وطن وآخر ولا يقف عند حواجز الرؤية الدونية أو الرؤية الدنيا؛ بل إلى ما هو أبعد، ليس في فكر ما أكسب من مراتب أو ما أتسوق من سوق أو أستخدم من طريق أو نوع وسيلة النقل، هذا الأمر أبعد بكثير مما يرى الكثيرون يذهب به ليكون النتيجة الأبعد فيما كنت في وطن راسخ متصل الأواصر والقيادة والمواطنة وما عليه من بناء.

هناك جوانب قد لا تصل إليها العقول بسرعة مناسبة هناك ما هو غذاء للروح العميقة والأجزاء أكثر تعقيدا من مجرد القراءة اللحظية من أمر الأوطان " أي وطن في الدنيا" السلطان هيثم – أبقاه الله- وعودة إلى أيام جلوسه على عرشه الخالد الذي طالما ملأه رجال بقية أسمائهم خالدة بهم ومنهم شعب عمان الأصيل أبقى ذلك الوسام الأعلى بين الدول وبقيت عُمان متفردة بقيادتها وأهلها وسلوكها وعاداتها وتقاليدها كلمتهم صدحت في مجالسهم الأصيلة بخناجرهم وعصيهم التي تضرب على الأرض في بعض من الأحيان لكي يوصلوا كلمتهم ولم تختلف الأيام فتحت لهم المجال ليقولوا كلمتهم التي سايرت التطور يتجادلون ولكن جميعهم يتجادلون بطرقهم المختلفة في حب عُمان، إيمانا ومحبة وإجماعا وأن في الوطن ما هو كثير من الخير في مقوماته وفي أهله وأن الحياة الكريمة هي عنوان وسيمة لهذا الوطن العظيم.

عندما نقرأ في شخص ورؤيته ومن أول يوم لحكمه المُظفَّر، نقرأ التوزان الدقيق ما بين حاجة المواطن ومقدرة الوطن، ما بين أن تقرئنا الحسابات العالمية والمصلحة العليا للوطن، هنا فقط للذي يركز بعمق أن بعض القادة يذهبون إلى الصفة الشخصية وقراءة ما يكيل لهم العالم من مدح على حساب التكلفة أو بتكلفة عالية على المدى البعيد، ومنهم ما يرى إن صرفة الأوطان العليا هو بما تخطط له اليوم ليثمر غدًا. وهنا الوقفات التي تحتاج أن نقرأها بما يتناسب ومن يقرأ سهولة ذلك على قلوب الإباء كشخصه المعظم فقد لا تكون قراتي من خلال الزاوية الابعد والاجمل في حب وطنه وأبناءه.

إنَّ السياسة التي سنَّها الأولون وأخذت من خلالها عُمان صبغتها وصفتها الخالصة، أصبحت أمانة غالية حملها جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- بكل ثقة، فلم نبدأ يومًا من بداية الطريق؛ بل بحمد الله نُكمل المشوار... فهنيئًا لنا جميعًا عُماننا الغالية وسلطانها المفدى.