"داعش" يعلن مسؤوليته عن تفجيري كرمان.. وإيران تتوعد بالانتقام

عواصم - رويترز
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن تفجيرين أسفرا عن مقتل قرابة 100 شخص وإصابة العشرات خلال مراسم في إيران لإحياء ذكرى قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي قُتل في العراق بطائرة مسيرة أمريكية في 2020.

وذكر التنظيم في بيان منشور على القنوات التابعة له على تيليجرام أمس الخميس أن عضوين فجرا أحزمتهما الناسفة في الحشد الذي كان مجتمعا عند مقبرة بمدينة كرمان في جنوب شرق إيران يوم الأربعاء لإحياء الذكرى الرابعة لمقتل سليماني.

وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين اليوم إن الولايات المتحدة ليست في موقف يتيح لها التشكيك في إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم.

وكانت إيران قد ألقت بالمسؤولية عن التفجيرين على "إرهابيين" وتوعدت بالانتقام عقب الهجوم الذي يعد الأسوأ منذ الثورة الإسلامية في 1979. وأسفر الانفجاران أيضا عن إصابة 248 شخصا منهم أطفال.

وقال محمد مخبر النائب الأول لرئيس الجمهورية للصحفيين في كرمان "سيواجهون انتقاما قويا جدا من جنود سليماني".

وقالت وسائل إعلام رسمية إن السلطات الإيرانية دعت إلى احتجاجات حاشدة اليوم الجمعة مع تشييع جثامين قتلى التفجيرين.

ووصف الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في بيان هجوم الأربعاء بأنه عمل جبان "استهدف إشاعة انعدام الأمن والسعي للانتقام من حب الأمة العميق وإخلاصها للجمهورية الإسلامية".

وندد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي "بالجريمة الشنعاء واللاإنسانية"، وتعهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالانتقام.

وندد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في بيان "بالهجوم الإرهابي الجبان" وأرسل تعازيه إلى أسر الضحايا والحكومة الإيرانية.

* الدولة الإسلامية

لم يتسن على الفور معرفة مزيد من التفاصيل عن مدبري الهجوم ودوافعهم. لكن هارون زيلين، الخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قال إنه لن يتفاجأ إذا كان الهجوم من تنفيذ فرع تنظيم الدولة الإسلامية المتمركز في أفغانستان المجاورة، والمعروف باسم تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان.

وقال إن طهران اتهمت الفرع بالمسؤولية عن العديد من المخططات الفاشلة في السنوات الخمس الماضية. وكان معظم من اعتقلتهم خلالها إيرانيون أو من آسيا الوسطى أو أفغان من الشبكة التابعة للتنظيم المتمركزة في أفغانستان وليس من شبكته في العراق وسوريا.

وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية يكن كراهية شديدة للشيعة، الطائفة المهيمنة في إيران وكثيرا ما تكون هدفا لهجمات التنظيم في أفغانستان.

وأدت حملة شنتها حركة طالبان إلى إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان داخل أفغانستان مما أجبر بعض أعضائه على الانتقال إلى دول مجاورة، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الجماعة واصلت التخطيط لعمليات خارج البلاد.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2022 مسؤوليته عن هجوم على مرقد شيعي في إيران أدى إلى مقتل 15 شخصا.

كما تشمل الهجمات السابقة التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها تفجيرين مزدوجين مميتين في عام 2017 استهدفا البرلمان الإيراني وضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني.

وبث التلفزيون الرسمي لقطات تظهر احتشاد جموع في مدن بأنحاء إيران تضمنت مدينة كرمان وهم يهتفون "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا".

وقالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء إنها لم تشارك بأي شكل من الأشكال في التفجيرين وليس لديها ما يدعوها للاعتقاد بضلوع إسرائيل فيهما. وذكرت أن التفجيرين يمثلان فيما يبدو "هجوما إرهابيا" من النوع الذي نفذه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في السابق.

ودأبت طهران على اتهام عدويها اللدودين، إسرائيل والولايات المتحدة، بدعم جماعات مسلحة مناهضة لإيران نفذت هجمات على الجمهورية الإسلامية في الماضي. ونفذ مسلحون من البلوخ وانفصاليون من العرب أيضا هجمات في إيران.

وأدى اغتيال الولايات المتحدة لسليماني في الثالث من يناير كانون الثاني 2020 بطائرة مسيرة في مطار بغداد، وانتقام طهران بمهاجمة قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية إلى اقتراب الولايات المتحدة وإيران من صراع شامل.

وبصفته القائد الأعلى لفيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، أدار سليماني عمليات سرية في الخارج وكان شخصية رئيسية في حملة إيران طويلة الأمد لطرد القوات الأمريكية من الشرق الأوسط.

(إعداد محمد حرفوش ومحمد أيسم والشيماء سعد ودعاء محمد للنشرة العربية)

تعليق عبر الفيس بوك