واحدٌ بألف

 

هند الحمدانية

سبعة وسبعين يومًا، والمواكب الشريفة ترتقي أفواجًا إلى النجوم، سبعة وسبعين يومًا تحالفت عليكم يا أهل غزة الخصوم، اليهود الصهاينة والخونة وقوى الروم، سبعة وسبعين يومًا يا أهل غزة والمعركة ليست اعتيادية، معركة يضرب فيها أهل الأرض بالقلب لا بالكف، ويقاتلون باليقين دون شك أو تأمين، هي معركة محسومة، ينتصر فيها أصحاب الإيمان على أصحاب الكفر والطغيان -لا محالة- حتى وإن طال الزمان.

في هذا المقال اكتب لأسجل موقفي وليسجل الآخرون مواقفهم معي، وسواءً اختلفنا أو اتفقنا، فسيُفسد اختلافنا في الود كل قضية على غير العادة المقضية.

"أعلن بقلبك وسجّل موقفك".. هي رسالة لأولئك الذين ما زالوا يشتهون قطع الدجاج المقرمشة من المطاعم الداعمة، لأولئك الذين يتأنقون من ماركات عالمية مُعينة، لأولئك الذين صعب عليهم أن يتخلوا عن نكهةِ قهوةٍ كانت بالنسبة لهم شهية، رسالة لكم: "سجلوا مواقفكم وأعلنوها صريحة"، لأنَّ الأمر في غزة وفلسطين بكل بقاعها محسوم بإذن الله، فهي مسألة وقت وابتلاء، فيه يرتقي الشهداء، ويمتاز الخبيث من الطيب، وبعدها نصرٌ ورحمةٌ وبركاتٌ وصيب.

يقول المتنبي:

وحيدٌ من الخذلانِ في كلِ بلدةٍ

إذا عَظمَ المطلوب قَل المساعِدُ

عظم المطلوب وكثر المتخاذلون وقلت المساعدة، إنها سنة الله في هذا الكون يا أهل غزة، ساد الصمت في زمن اعتادت فيه الأمة على الهوان والخذلان، وسلمت مفاتيح السيادة، ساد الصمت يا أهل غزة وهنا حققتم القاعدة: "واحدٌ بألف" والقلة السديدة تفوز على الكثرة الفاسدة بقوة العقيدة، ساد الصمت ولم تستجدِ أحدا من الجيران ولم تطلبِ المساعدة، ساد الصمت فاكتفيتِ بأبنائك ودمائك وبخطابات أبي عبيدة.

عزيزي المتابع بصمت.. عزيزي الحُر.. أعلن بقلبك وسجل موقفك، لأنَّ "الثابت الوحيد في هذا الكون هو التغيير"، فلن يدوم الحال وهذه قاعدة، لكن موقفك سيبقى ثابتاً ومخلداً، سجله كيفما تشاء، اختر كيف تريد أن تقابل الله وكيف تذكرك الملائكة، سجل موقفك فهناك معركة ضارية حقيقية وليست افتراضية، وهناك آلاف الشهداء والجثث المتراكمة مجهولة الهوية، هناك الألم والجوع والنوم في البرد والعراء، هناك الصبر والرباط وقلة الماء، هناك أرض الجهاد ومعركة الحق والإباء، سجل موقفك فأنت تملك الكثير من الأسلحة، أعلاها الرباط بالقلب والتهجد والدعاء، ثم المقاطعة لمنتجات وأسواق أعدائنا الداعمين للصهاينة، ثم عبِّر عن صدقك بالصدقة وأنفقها في سبيل الله خالصة لإخوانك المرابطين على أرض فلسطين، واختر من مالك أفضله ومن حلالك أحسنه وسابق فيها مثلما سابق أبوبكر-رضي الله عنه- للجنة بكل ماله وعمر -رضي الله عنه- بنصفه، فمعارك الجهاد فرصة فانتهزها، وليكن لك منها نصيبٌ وحصة.

الواحد من أهل غزة بألفٍ مِنَّا وأكثر، وكل شبر فيها أنقى وأطهر، فوحِّدُوا الصفوف وعزِّزُوا النوايا، ودافعوا عنها مثلما دافع أبو طلحة الأنصاري عن النبي في غزوة أحد وهو يقول: "نحري دون نحرك يا رسول الله"، فنحورنا كلنا دونك يا فلسطين.. يا أرضنا المقدسة.

تعليق عبر الفيس بوك