7 أسباب لهدنة منتظرة

محمد بن رامس الرواس

لم تكن الهدنة وصفقة تبادل الأسرى التي أبرمت بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والكيان الإسرائيلي بتاريخ 24 نوفمبر 2023 وانتهت بعد سبعة أيام من تاريخه يتمتع فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي بأفضل حال مما هو عليه اليوم، فخسائره حاليًا قد تعاظمت، وبسالة المقاومة اشتدت، وتلقيه الضربات واحدة تلو الأخرى ازدادت عبر تلقيه هزائم تكتيكية بأيدي المقاومة.

لا يختلف اثنان على أن هناك ضعفًا ووهنًا واضحًا أصاب الجيش الإسرائيلي الذي ألقى عليه الرعب بظلاله منذ اجتياحه البري لقطاع غزة وبدء عملياته البرية التي لم يصل في مجملها إلى نتائجه وأهدافه المرجوة، ولم يعد لديه اليوم إلا التوجه إلى طاولة الوسطاء قطر ومصر لصياغة صفقة تبادل أسرى مقرونة بوقف للحرب.

وهناك 7 أسباب رئيسية تدفع باتجاه الدخول في مفاوضات جديدة وصفقة محتملة لهدنة وتبادل للأسرى بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس والجيش الإسرائيلي مقرونة بتوقف كامل لإطلاق النار.

أول هذه الأسباب هو التصعيد المتنامي الذي ينتهجه أهالي الأسرى الذين تحتجزهم فصائل المقاومة الفلسطينية عبر ضغطهم على الحكومة ومجلس الحرب الإسرائيلي من أجل الاتجاه إلى طاولة المفاوضات لاستعادة أبنائهم.

والسبب الثاني وجود مقاومة شرسة للفصائل الفلسطينية يتساقط من خلالها جنود الاحتلال بكافة فصائلهم وكتائبهم ورتبهم العسكرية وفي مقدمتهم كتيبة جولاني التي تعتبر نخبة الجيش الإسرائيلي والتي فقدت رُبع عناصرها، منذ أن دخلت الحرب إلى اليوم في أحياء الشجاعية وبيت لاهيا وبيت حانون وجحر الديك وجباليا وخان يونس وغيرها.

ثالث هذه الأسباب هو المجتمع الدولي الذي أصبح ينادي بوقف هذه الحرب والاتجاه نحو الهدنة سواء من بعض الحكومات الغربية أو من خلال الاحتجاجات والمظاهرات خاصة التي أقيمت هذا الأسبوع في برلين وباريس وبروكسل مطالبة بوقف الحرب وإعلان هدنة دائمة.

إن تنامي مثل التعاطف الدولي مع الشعب الفلسطيني يأتي من خلال اكتشاف العالم لأكاذيب السردية الإسرائيلية للحرب، وسقوط أقنعتها الكاذبة وانكشافها أمام المجتمع الدولي بما تقوم به من جرائم حرب مروعة، بينما استمرارها لم يعد له أي مسوغات يمكن الاستناد عليها، ولقد ظهر ذلك من خلال تحليل أجرته شركة "MIG" التي أشارت إلى أن 83% من المنشورات على الإنترنت بشأن حرب غزة كانت ضد إسرائيل.

رابعًا: يأتي الإرهاق الجسدي والنفسي الذي أصاب جنود الاحتلال ضمن هذه الأسباب خاصةً أن معظم جنود الاحتلال اقتربت مدة التحاقهم بالحرب منذ أربعين يومًا لم يكونوا مستعدين فيها لمثل هذه الفترة  ولا احتمالها.

خامسًا: اقتراب إجازة أعياد الميلاد، وأن أعدادًا كبيرة من الجنود الإسرائيليين ينتظرون العودة للاحتفال مع أسرهم.

سادسًا: التصعيد العسكري الذي يقوم به حزب الله على الجبهة اللبنانية بجانب أن قيام الحوثيين باليمن باستهداف السفن الإسرائيلية كان من هذه الأسباب السبعة.

أما السبب الأخير فيتمثل في استيقاظ الضمير الأمريكي الذي ارتفعت فيه الأصوات مطالبة بإقامة صفقة هدنة في أقرب وقت ممكن مدعومة بأصوات من الحكومة الأمريكية، ومن داخل البيت الأبيض، والرأي العام والشارع  الأمريكي.

برغم وجود هذه الأسباب السبعة، إلّا أن الحكومة الإسرائيلية ترفض الاعتراف بهذه الأسباب وتغلق عينيها وتصم أذنيها عنها، بينما تتنامى وتتصاعد وتيرة هذه الأسباب وتتوسع يومًا بعد يوم.. فهل تُعلن هدنة وصفقة تبادل للأسرى خلال الفترة القريبة المقبلة؟!