70 يومًا.. والعالم يتفرج!

 

أحمد بن موسى البلوشي

مرور أكثر من سبعين يومًا على العدوان الهمجي والبشع في غزة، يعكس حجم الأزمة الإنسانية والتحديات الكبيرة التي يتعرض لها الفلسطينيون، يعيشون في ظروف صعبة ويواجهون تحديات وأزمات نفسية وصحية واجتماعية وأسرية والكثير من النقص في الخدمات الأساسية، والصعب والمؤسف في ذلك أن العالم يتفرج على أبشع المناظر والمواقف التي تحدث، ولا أحد يحرك ساكنًا.

فما هذا الهوان والضعف الذي يعيشه العالم تجاه شعب لا يملك الحيلة بيده، شعب يدافع عن أرضه ولقمة يومه، شعب يبحث عن العيش الكريم حاله حال بقية شعوب الأرض؟

الإنسانية تمثل قيمة أساسية تجمع الناس على مر العصور، وتتعلق بالرعاية والاهتمام بالإنسان وحقوقه، ويعبر مفهوم الإنسانية عن التضامن والتعاون والرفق مع الآخرين، بغض النظر عن الاختلافات الثقافية أو الدينية أو العرقية، ومن العار على جميع الأنظمة في هذا العالم، والمنظمات الدولية أن تتجاهل مفهوم الإنسانية، وتقف متفرجة على المذابح الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأبرياء في قطاع غزة، في مشهد مخزٍ من التخاذل والهوان، لابد أن يكون هناك حراكًا وجهدًا يبذل من قبل الدول والمنظمات الدولية لوقف هذه الحرب العشوائية، والعمل على إيجاد حلول دبلوماسية للنزاع. يجب أيضًا زيادة الجهود الإنسانية لتقديم المساعدة والدعم للسكان المتضررين وتوفير الرعاية الطبية والإغاثة العاجلة لهم.

من المهم أن تدرك الأنظمة العربية والإسلامية أن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية عادلة ومشروعة، وأن لها جذورًا عميقة في التاريخ والقانون الدولي، كما أنها قضية تهم جميع المسلمين في العالم، وليس فقط الفلسطينيين، ولذلك يجب على الأنظمة العربية والإسلامية أن يكون لها دور حقيقي ومحوري، وأن تكون واعية بالمسؤوليات التاريخية والإنسانية الملقاة على عاتقها تجاه القضية الفلسطينية، يجب على الأنظمة العربية والإسلامية الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ودعم حقه في حياة كريمة والدفاع عن حقوقه الإنسانية، ويمكن أن تؤدي الأنظمة العربية دورًا حيويًا في تعزيز الحلول الدبلوماسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ودعم عمليات السلام، ليس دعمها بالقول فقط؛ بل بالحراك الايجابي الذي يمكن أن يثمر عن حل حقيقي لها، والدعوة وبقوة  إلى احترام حق الفلسطينيين والتمتع بحقوقهم.

من خلال العمل معًا، يمكن للأنظمة العربية والإسلامية أن تلعب دورًا مهمًا في تحقيق السلام والعدالة للشعب الفلسطيني، ويجب أن يكون هذا الدور مبنيًا على مبادئ الإنسانية والتضامن ودعم الحق الفلسطيني.

الأسئلة التي تطرحها نفسها في الوقت الحالي: هل ستسمر الحرب على أهل غزة حتى إبادتهم؟ متى سيستفيق العالم من سباته حول هذه القضية؟ أيُعقل أن ما نشاهده من مذابح وحشية لا يحرك مشاعر هذا العالم؟

يجب أن يكون هناك التزام حقيقي من قبل الجميع بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام العادل والشامل، ونحن على يقين بأن الأنظمة العربية والإسلامية إذا تحركت بشكل حاسم ومسؤول، يمكنها أن تؤدي دورًا مهمًا في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام في المنطقة.

تعليق عبر الفيس بوك