نعم نستطيع

 

أحمد بن موسى البلوشي

إن كل ما يقوم به العالم من خطوات وإجراءات للدفاع عن الشعب الفلسطيني هو دليل على أنَّ الإنسانية حق لكل البشر. عندما ندافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ندافع عن القيم الإنسانية الأساسية، مثل المساواة والعدالة والكرامة. نقول بأنَّ جميع البشر يستحقون أن يعيشوا في سلام وأمان، وأن يمارسوا حقوقهم الأساسية.

الخطوات التي تقوم بها بعض الحكومات والشعوب الإسلامية والعربية للدفاع عن الشعب الفلسطيني، مثل مقاطعة المنتجات الداعمة، واتخاذ موقف صارم لمُواجهة هذه الانتهاكات، وقطع العلاقات، وإدانة جرائم الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وزيادة المساعدات المالية والإنسانية للشعب الفلسطيني، وغيرها الكثير، هي خطوات مُهمة نحو تحقيق العدالة للفلسطينيين. إنها ترسل رسالة قوية إلى إسرائيل بأنها لن تستمر في انتهاكاتها دون عقاب.

نستطيع، من خلال هذه الخطوات، أن نثبت للعالم أن لدينا قيمة وموقفًا تجاه أي قضية أو حدث، ونظهر للعالم أننا نؤمن بالعدالة والكرامة الإنسانية.

نستطيع أيضًا، من خلال المقاطعة، أن نثبت للعالم أننا قادرون على الوحدة والتضامن والدفاع عن حقوقنا، يمكن للمقاطعة أن تكون أداة قوية لممارسة الضغط على الحكومات والشركات لتغيير سياستها أو سلوكها. في عام 1980، نجحت المقاطعة الدولية لجنوب إفريقيا في الضغط على حكومة الفصل العنصري لتغيير سياستها، وفي عام 2005، نجحت المقاطعة الدولية لمنتجات شركة نستله في الضغط على الشركة لوقف استثماراتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

نستطيع أيضًا، من خلال المواقف الحكومية والقرارات القوية والموحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، أن نثبت للعالم أننا قادرون على الوحدة والتضامن والدفاع عن حقوقنا. تلك المواقف القوية لها أهمية كبيرة، فهي تساهم في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وتساعد على إحراز تقدم في القضية الفلسطينية، وتبعث أيضًا برسالة أمل إلى الشعب الفلسطيني بأن هناك دولًا إسلامية وعربية تقف إلى جانبه وتدعم حقوقه.

ومع ذلك، تُواجه المواقف الحكومية والقرارات الإسلامية والعربية تحديات. إحدى التحديات هي أن بعض الحكومات العربية قد تكون غير مستعدة أو غير قادرة على اتخاذ مواقف قوية ضد الاحتلال الإسرائيلي بسبب المخاوف السياسية أو الاقتصادية. تحدي آخر هو أن بعض الحكومات الإسلامية والعربية قد تكون غير موحدة في موقفها تجاه القضية الفلسطينية، وذلك بسبب الخلافات السياسية أو الإقليمية.

ومع ذلك، لا تعني التحديات أن المواقف الحكومية والقرارات تجاه القضية الفلسطينية غير مُمكنة أو غير مُجدية.

شكرًا لسلطان بلادي وحكومته الرشيدة على موقفها الثابت والواضح من القضية الفلسطينية. إن الموقف الموحد من القضية الفلسطينية هو أمر مهم للغاية، ويبعث رسالة قوية إلى العالم بأنَّ الشعب الفلسطيني يحظى بدعم شعبي واسع في العالمين الإسلامي والعربي. إنَّ رفض الجرائم التي ترتكب في غزة هو أمر ضروري، ولا يمكن السكوت عنها. إن هذه الجرائم هي انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، ولا يمكن أن تمر دون عقاب.

وختامًا.. إنَّ الموقف الموحد من القضية الفلسطينية والرفض التام للجرائم التي ترتكب في غزة، بمثابة خطوات مهمة نحو تحقيق العدالة للفلسطينيين.

تعليق عبر الفيس بوك