ستر عقلٍ وجسد

عائض الأحمد

النظافة والظهور بمظهر يليق بك ليس بالشيء الصعب، وهو كذلك ليس بالسهل، فكم شاهد العالم وضحك كثيرًا على أشباه الرجال وأنصافهم، حينما رأى ذلك فعلًا لا قولًا، والمتحدث يخدع نفسه قبل مشاهديه وهو يُطل طلته البهية وليته لم يفعل.

صورة الرجل العصري ذي الزي الأوروبي الفخم في نصفه العلوي ونصفه الآخر لا يستره شيء! فمنا من ضحك ومنا من صفق لمن أظهر جزأه الحقيقي من تحت طاولة منزله المستأجر في منفاه ومخبئه، ليشتم الناس وينسى عورته وقبح ظهوره، فكان "مسخره الأعاجم" قبل غيرهم، متسائلين: من هذا الأحمق المتشدق؟ ومن نصبه ليتحدث عن قوم أصغر أبنائهم يفوقه علمًا ومعرفة وقدرة على ستر ما يُخفيه بدنه إن خانه عقله في فضاء مستباح لم يعد للشرفاء مكان فيه؟

وكأن مهرجو "المهرجانات" في العصور الأولى للتاريخ قد عادوا بزي أوروبي وأفكار أقل ما يقال عنها "سحقًا" لمن سمع ومن استقبل ومن سيودع هؤلاء "الحثالة" الناعقين بجهل القصد منه مال، وكما يقولون العيش بـ"خسة" وقلة قدر أجمل من العيش بفقر.

أعجزني فهم أمثالهم، يقول اشهرهم: بذاءة أفكاري قابلة للبيع وللطباعة والنشر، وليس عيبًا أن اتقاضي عنها ما يستر جزأي الخلفي، فهذه بضاعتي وملعبي، أنا الأول والأكثر مرونة في التعامل مع الاحداث حسب نسبة الظهور، ولكم "الحسبة" وعلى الله الستر.

ختامًا: حينما يتمكن منك  المرض ويستعصي عليك الذهاب لمختص لتشخيص حالتك، فأنت مرفوع عنك القلم بحكم المجتمع واعراف العقلاء.

شيء من ذاته: سلطويته تشعرك بالغربة، وتنتزع آهات دامية مرهقة مردها "ومن العشق ما قتل"، خذ نصيبك من السعادة أينما وجدتها، فمحاربة مشاعرك السلبية لن توقظ غضبك فقط؛ بل تستهلك انفاسك حتى الرمق الاخير.

نقد: عزيزي القارئ إجابتي هنا لا تعنيك وحدك، خذ منها ما يفيد إن كان هناك شيء من ذلك، ودع الباقي لمن يهمه الأمر، وتمتع بالحياة فهي لا تستحق كل هذه التساؤلات، وشيطنة كل من يختلف معك؛ فالبحث بين السطور لن يُغنيك ولن تجد أكثر مما تقرأه الآن.