الكوارث الطبيعية تدمّر المدن وتحصد الأرواح

3000 قتيل بـ"زلزال المغرب" و"عشرات الآلاف" ضحايا "دانيال" في ليبيا

الرؤية- الوكالات

تسببت كارثتا العاصفة المُميتة والزلزال المُدمر اللذان شهدتهما دولتا ليبيا والمغرب في سقوط الآلاف من الضحايا والمصابين فضلًا عن تدمير المدن وإبادة قرى كاملة، ففي المغرب يُواجه كثير من الناجين من أقوى زلزال يضرب البلاد منذ أكثر من قرن، ظروفًا صعبة في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليلة رابعة في العراء، وعبّر قرويون في مناطق جبلية دمرها الزلزال عن إحباطهم لعدم تلقي أي مُساعدة من السلطات.

وقال التلفزيون الرسمي إن الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة وضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر يوم الجمعة، حصد أرواح 2901 شخص وتسبب في إصابة 5530. وهذا الزلزال هو الأكثر فداحة من حيث حصيلة القتلى في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا منذ عام 1960 وهو الأقوى منذ أكثر من قرن.

وفي درنة الليبية، سقط أكثر من ألفي قتيل ولا يزال أكثر من عشرة آلاف في عداد المفقودين في ليبيا إثر سيول وفيضانات جلبتها عاصفة عاتية هبت من البحر المتوسط وأدت لانهيار سدود وجرفت في طريقها بنايات ومنازل ومحت ما يقرب من ربع المدينة الساحلية الواقعة شرق البلاد. ويتوقع مسؤولون أن يرتفع عدد قتلى العاصفة دانيال أكثر في دولة تعاني انقسامات وتبعات صراع دائر منذ أكثر من عقد. وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في مؤتمر صحفي إن بلاده تقيّم عروض المساعدات الدولية لتحديد المطلوب وفقًا لما تقتضيه الضرورة ولضمان التنسيق في جهود الإنقاذ بعد السيول والفيضانات. وأضاف أن هناك عروضًا عديدة للمساعدة لكن بلاده لن تقبل إلا المساعدات الضرورية. وشاهد صحفي من رويترز في درنة، التي يقطنها نحو 125 ألف نسمة، أحياء تحولت لحطام بعد أن جرفت السيول المباني، وسيارات انقلبت على جوانب الطرق المغطاة بالطين والركام وأشجارا اقتُلعت من جذورها ومنازل مهجورة تغمرها المياه بعد انهيار سدود بالمنطقة. وقال محمد القابسي مدير مستشفى الوحدة في مدينة درنة إن 1700 شخص لقوا حتفهم في واحد من الحيين الرئيسيين بالمدينة و500 شخص في الحي الآخر.

ورأى صحفيون من رويترز العديد من الجثث ملقاة على الأرض في ممرات المستشفى. ومع وصول المزيد من الجثث، كان السكان يحملقون فيها في محاولة للتعرف على ذويهم المفقودين. وتراصت الجثث في الشارع خارج مستشفى مزدحم بينما راح سكان ينظرون تحت الأغطية بحثا عن ذويهم. وفي الطريق إلى درنة ظهرت أيضا آثار مماثلة للدمار وتناثرت سيارات مقلوبة وأشجار اقتُلعت من جذورها على جوانب الطرق بينما بدا أن البيوت مهجورة بعد أن غمرتها المياه.

تعليق عبر الفيس بوك