بدايات اللانهاية

 

عائض الأحمد

ينتابني شعور التكرار وملامح الملل، وكثره السؤال ولما المزيد أولم أخلق حرا، أفعل ما يحلو لي وهل كل هذا عمل احتاجه أو يحتاجه الآخرون ولم أنا وليس غيري كل هذه التساؤلات لم تكن وليده اليوم وإنما وليدة عمل متكرر يشبه بعضه بعضا من سنوات.

في لحظات معينة من عمرك تتحدث بها دون جهر بقولك "أو لم أصل  إلى نهاية كل هذا"، أو  هل من المعقول أن أبقى ملتزما مع كل هذه المتطلبات التى فرضتها على نفسي وعلى جدولي اليومى وأسلوب حياتي حتى ظننتها كالماء والهواء أمارسها دون وعي حتى أثقلت كاهلي، وجعلت من الروتين طريقا أسلكه ذهابا وعودة دون هدف أحيانا غير سنة وجودها.

لقد وهبنا الله عقولا وفضل بعضنا على بعض درجات فَكلٌّ لما خلق له ولكن لم يأمرنا بأن نعيش كآلات دون أن نتوقف لنسأل من نحن لنحمل أنفسنا كل هذا، أولم تحن ساعة الرضا والاسترخاء ونبذ كل هذا خلف ظهورنا لنستمتع بما نحن عليه دون نصائح وعظات، وروتين مرهق لم يعد يقدم لنا شيئاً مما كنا نحلم به بعد هذا العمر.

من يصدق هذا الرجل الذي ظل ممسكا بقلمه ثلاثين عاما يكتب في كل شيء، وينقد كل ما تقع عليه عيناه، ولم ير يوما أين يضع قدميه ليس لجهله وإنما لأنه اعتقد بأن الطريق ليس بحاجة نظرة منه فهو يعرف موطئها دون عناء، ويصنف نفسه بالنقطة البيضاء في صفحات سوداء لم يقرأها أحد غيره، لقوة بصره وبصيرته.

سرقته الأيام وسرق منها لذة اللحظة، عاشها كما تريد وليس كما أرادته الفطرة، فليس كل خير دائم، استنسخ دمية أخرى في لهيب قيظ آخر واستمتع بما كان يمقته ويستظل هربا منه، في عجب لم يعهده، لم يحسن التوقف هنا بل برر فعلته، بالحلقة المفرغة، وذهب بعيدا بخطوات لا نهاية لها.

ختامًا: إن كان الشيطان يكمن في التفاصيل، فالأحداث موطنه!

شيء من ذاته:

الأمر المُقيَّد بغيره يُعطيك قرارًا أقرب للصواب.

نقد.. من قال لك إنني أدعوك لفهم ما أقول؛ فالجميل أن لا تفهم لتعتاد السؤال.. انزل رعاك الله لترى ما لدى الناس.