التجربة الصينية.. طريق آخر للتقدم الاجتماعي

مسعود أحمد بيت سعيد

masoudahmed58@gmail.com

انعقد الأسبوع الماضي في ولاية صلالة "المنتدى العماني الصيني، علاقات تاريخية وآفاق واعدة"، بجهد خيِّر مشترك بين جريدة الرؤية وجمعية الصداقة العمانية الصينية والسفارة الصينية في سلطنة عُمان، ويهمني الإضاءة على أهمية الصداقة مع الصين وعلى الجوانب المشرقة في تجربتها الحديثة.

ومن المفيد إعطاء لمحة سريعة عن تطور الصين التاريخي؛ إذ تعد الصين من أقدم الحضارات البشرية؛ حيث يعود تاريخها إلى حوالي 5 آلاف سنة على أقل تقدير، والبعض يتحدث عن أبعد من ذلك بكثير، ومنذ ذلك التاريخ ونضال الشعب الصيني يتجه نحو المستقبل، ودون التعمق في الجانب التاريخي، يكفي أن نشير إلى أنه منذ حرب الأفيون ومملكة تايبنج والحركة الإصلاحية وثورة 1911 إلى الثورة المعاصرة بقيادة الزعيم التاريخي الكبير "ماو تسي تنغ"، وجهود هذا الشعب العظيم لم تتوقف من أجل توفير مقومات التقدم المادية والفكرية.

وطوال هذه المسيرة التاريخية الطويلة ظلت الغاية واحدة "تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية" وقد استطاع الشعب الصيني العظيم أن يحقق الكثير من الإنجازات وأن يقدم للبشرية تجربته الخاصة التي ما زالت تلهم الكثير من شعوب العالم، وتزداد أهمية النموذج الصيني في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والتفاعُلات الدولية الكبرى؛ حيث تمر البشرية كلها بمخاض عسير وتتلمس كل شعوب الأرض طُرقًا جديدة للتقدم رغم العراقيل والمعوقات التي تعترض سبيلها؛ حيث تسعى الرأسمالية العالمية في مرحلتها الإمبريالية "مرحلة الاحتكار وتقاسم مناطق النفوذ ونهب الثروات والسيطرة على المواقع الاستراتيجية بقوة السلاح"، للاحتفاظ بالسيطرة المطلقة على موارد العالم وقراره السياسي من خلال مؤسساتها الاقتصادية والعسكرية التي أوجدتها لحماية مصالحها الاستراتيجية، تلك المصالح التي تكرست بشكل أوضح بعد هزيمة النازية وانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية و التي على ضوء نتائجها تبلور نظام القطبين الكبيرين.

ومن الطبيعي أن يُولِّد هذا الواقع الكثير من الاضطرابات والصراعات العنيفة التي تتمظهر بأشكال مختلفة وتحت شتى الأغلفة السياسية والاقتصادية والدينية وغيرها، وأن التحولات التي جرت في أمريكا اللاتينية خلال العقدين الماضيين وما يجري أمامنا في القارة السمراء ما هو إلا امتداد لتلك الحركة الجبارة المتمثلة في ثورات التحرر الوطني التي انطلقت في منتصف القرن الماضي، والتي أكسبتها دوافعها المشروعة المضامين الوطنية والتقدمية العميقة والتي شكلت حينها أسطع ظاهرة معاصرة في التمرد على الهيمنة الاستعمارية القائمة على فكرة مركزية الغرب، بينما بقية العالم مجرد أطراف يجوز استعمارها وإخضاعها ونهب ثرواتها، وحيث فكرة مركزية الغرب نفسها غير مقبولة أخلاقيًا لما تحمله في ذاتها من نعرة عنصرية فهي تقدم بذلك لجميع الشعوب كل أسباب رفضها.

التحولات الكبرى في التجربة البشرية

"إن المراحل والانتقالات الكبرى في التاريخ لا تجري عادة دون أزمات اقتصادية وسياسية وعسكرية" وإن نهوض بلدان الأطراف ما هو إلا المؤشر العملي على بدء العد التنازلي للرأسمالية العالمية وسيادة مفاهيمها والتي أصابها العمى والغرور، حين اعتقدت أو توهمت أن حسم المعركة مع المعسكر الشرقي وتفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار المنظومة الاشتراكية، سيُمكِّنها من مخالفة مجرى التاريخ وتأبيد سيطرتها الأبدية؛ الأمر الذي دفع فرانسيس فوكوياما الياباني الأصل الأمريكي الجنسية، أحد منظري الرأسمالية الحديثة تحت نشوة الانتصار، إلى إصدار كتابه الشهير الذي حمل عنوان "نهاية التاريخ"؛ حيث يعلن فيه توقف حركة التاريخ نهائيًا عند التشكيلة الرأسمالية، وأن المنتصر منتصر، والمهزوم مهزوم، وأن التحرر من الاستغلال والاضطهاد وسيطرة رأس المال أصبح من أحلام الماضي. وقد كذَّبت الوقائع استنتاجاته النظرية؛ الأمر الذي جعله يتراجع عنها لاحقًا. وتقف جمهورية الصين الشعبية بكل ما تمثله من قيم إنسانية وحضارية وثقافية إلى جانب التاريخ وقوانينه الموضوعية التي تؤكد على إمكانية الانتقال من تشكيلة اجتماعية واقتصادية إلى تشكيلة أرقى في سلم التطور البشري كحتمية تاريخية، وهي تقود تحالفًا استراتيجيًا عريضًا على امتداد الكون، من أجل إرساء نمط جديد من التعايش الإنساني خالٍ من كل أشكال الاستغلال والعبودية، وتمثِّل بحق مدرسة جديدة في العلاقات الدولية والسلوك السياسي القويم، وفي كيفية تعاطي الدول الكبرى التي تحترم مسؤولياتها والتزاماتها التاريخية في تعاملها مع أزمات العالم المختلفة.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تسعى الصين لتشكيل نظام عالمي جديد أم أنها تحاول فرض بعض التعديلات على النظام الدولي الحالي؟

رغم تضارب الاجتهادات إلا أنني أعتقد أن الطموح الصيني أبعد من إجراء إصلاحات في المنظومة القائمة والمتصدعة بفعل الأزمة التكوينية للرأسمالية نفسها، التي لم ولن تستطيع تقديم حلول جدية للمعضلات الإنسانية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ حيث تتزعم الصين أحد أكبر التكتلات الاقتصادية الذي يضم الدول الأكثر نموا اقتصاديا في العالم- وهو تحالف "بريكس"- إضافة إلى مشروعها الاستراتيجي الكبير "مبادرة الحزام والطريق"، والتي أطلقتها عام 2013؛ بما توفره هذه المبادرة من مكانة مركزية ومحورية للصين.

الصين تُقدِم على هذه الخطوات وبين يديها نموذج اقتصادي واجتماعي مختلف أساسه الربط بين التنمية والعدالة الاجتماعية والذي يتمثل في تجربتها الفريدة أو كما تُطلق عليها "التجربة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية"، تلك التجربة التي أحدثت تحولًا تاريخيًا من نظام الاقتصاد المخطط العالي المركزية، إلى نظام السوق الزاخر بالحيوية والنشاط، على حد قول الرئيس الصيني نفسه، وإن كانت بحاجة إلى ضوابط محددة؛ حيث تتعايش فيها أنماط اقتصادية مختلفة، وهي بهذا المعنى استلهمت المفيد من التجربة البشرية القديمة والحديثة؛ الأمر الذي جعلها تقف اليوم في طليعة شعوب العالم اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا وتقود عملية التحول العالمي من عالم القُطبية الأحادية إلى عالم الأقطاب المتعددة كمرحلة انتقالية. وعندما نفهم ما تتعرض له الأغلبية البشرية من مآسٍ في ظل النظام الرأسمالي العالمي وقوانينه الاقتصادية الجائرة القائمة على مبدأ "جماعية الإنتاج وخصوصية التملك" الذي يرزح تحت ظلاله ثلثا البشرية في لُجة الفقر والجوع والحرمان، بينما يذهب 80% من الدخل العالمي إلى فئة صغيرة من الرأسماليين الاحتكاريين وشركاتهم المتعددة الجنسيات التي تدير الاقتصاد العالمي وترسم سياسته وتفرض إرادتها في كل مكان بأعنف وسائل البطش والإرهاب، حينما ندرك أن ذلك يرجع بالأساس إلى طبيعة الرأسمالية نفسها القائمة على فكرة الاستغلال والعمل المأجور ونهب ثروات الشعوب وجهدها وسلب إرادتها كشرط ملازم لوجودها، وتستند على بعض مظاهر التقدم الصناعي والتكنولوجي والهوامش الديمقراطية في إشاعة مناخات مُضللة لا أساس لها على أرض الواقع؛ حيث التغني بحقوق الأفراد والتآمر على حقوق الشعوب، حينما ندرك كل ذلك ونُمعن التفكير بما يتجاوز حدودنا الجغرافية الضيقة، لا نستطيع إلا أن ننظُر بتقدير عالٍ للتجربة الصينية الرائدة التي استطعت توفير حدٍ معقول من الحياة الكريمة لأكثر من مليار وثلاثمائة مليون إنسان وهي تقدم بذلك خيارًا ملموسًا للبشرية كلها، وأن الشعوب التوّاقة للحرية والخلاص من الاستعباد الاقتصادي والسياسي أصبحت أكثر من أي وقت مضى تعي أهمية الصين وقيمتها، وتزداد قناعة بتجربتها القائمة على الملكية الجماعية دون إهمال الحوافز الفردية والملكية الخاصة في الحدود غير الاستغلالية؛ وهي تجربة فرضها واقع التطور الاقتصادي والاجتماعي الذاتي والذي أملى طريقًا محددًا للانتقال إلى الاشتراكية. وفي ظل التحولات التي تعصف بالعالم وما تُفرز من نتائج و معطيات فمن الطبيعي أن يتلمس الجميع أثر تلك التجربة التاريخية.

العلاقات العربية الصينية

إنَّ العلاقات العربية الصينية مرت بمراحل مختلفة وبمرور الزمن ترسخت وتعمقت بأشكال متفاوتة ارتباطا بالتحولات التي حصلت على الجانبين؛ وهي علاقات متجذرة بدأت منذ الخمسينات من القرن الماضي، وقد كانت مصر أول دولة عربية اعترفت بالصين الشعبية وذلك بعد قيام ثورة 23 يوليو بقيادة جمال عبد الناصر، ثم توالت الاعترافات العربية. وفي إطار العلاقات العربية الصينية، احتضنت المملكة العربية السعودية العام الماضي القمة العربية الصينية؛ وهي في حد ذاتها مثّلت منعطفًا تاريخيًا وفّر أرضية مشتركة لتفاهمات إستراتيجية قادمة، وقد وصفها معظم المراقبين لشؤون المنطقة بالتحول الاستراتيجي النوعي، كما اعتبرها الرئيس الصيني "خطوة غير مسبوقة منذ مائة عام". ولا شك أن تلك القمة ساهمت وتسهم في تطوير العلاقات بين الجانبين العربي والصيني في المجالات المختلفة وفي تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة في إطار منتدى التعاون العربي الصيني، وقد تُرجم هذا التطور سياسيًا وبشكل مُكثّف في الاتفاق السعودي الايراني تحت الرعاية الصينية بما تحمله من معان ودلالات.

العلاقات العمانية الصينية الحديثة

بدأت العلاقات العمانية الصينية الحديثة من مدخل الحركة الوطنية العمانية؛ حيث زار وفد من "جبهة تحرير ظفار"- حينها- الصين سنة 1967، نتج عن هذه الزيارة دعم صيني محدود للثورة. وفي سنة 1978، بدأت العلاقات الرسمية بين سلطنة عُمان والصين؛ وذلك ارتباطًا بحدثين تاريخيين؛ الحدث الأول: وفاة الزعيم الصيني ما وتسي تنغ في سنة 1975، ووفاة شون لاين في العام التالي، ومن ثم وصول قيادة جديدة اعتمدت ما عُرف بسياسة الانفتاح؛ أي تغليب الجانب الاقتصادي على الجانب الآيديولوجي. والحدث الثاني: إعلان سلطنة عُمان حسم الظاهرة العسكرية الثورية في العام نفسه، وتقاطعت المصالح؛ الأمر الذي مهّد لعلاقات من نوع آخر.

وتتمتع سلطنة عُمان بعلاقات مميزة مع جمهورية الصين الشعبية؛ حيث تُعد الصين من أكبر الشركاء التجاريين والمستوردين للنفط الخام العماني، وهي علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ويمكن وصفها بالعلاقة النموذجية. وقد تجلّت تلك العلاقة أثناء جائحة كورونا؛ حيث قدمت الصين للسلطنة 100 ألف جرعة من اللُقاحات المضادة للفيروس، في الوقت الذي نفدت فيه الأدوية من الأسواق العالمية. هذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق العلاقة وعلى تقدير صيني خاص للسلطنة.

وفي السياق ذاته، فقبل 3 أشهر، وُضِع حجر الأساس للنصب التذكاري للبحار الصيني المسلم تشنغ خه والمعروف عربيا باسم "حجي محمود شمس الدين" في محافظة ظفار التي حط الرحال فيها قبل 600 سنة. وقبل يومين انعقد المنتدى العماني الصيني في صلالة، ومثل هذه المنتديات والملتقيات تمثل إضافة نوعية لجهود تعميق الروابط بين الشعبين في كافة المجالات.

علاقات البلدان النامية مع القوى الإمبريالية

العلاقات غير المتكافئة القائمة بين البلدان الرأسمالية الكبرى ومعظم البلدان النامية التي ترزخ تحت أشكال متنوعة من الاستعباد، أنتج واقعًا اقتصاديًا واجتماعيًا صعبًا؛ الأمر الذي فرض ويفرض باستمرار عملية البحث عن خيارات وبدائل أخرى. وقد اتجهت معظم الشعوب التي تشعر بالغُبن من تلك العلاقات غير المتوازنة بكل ملحقاتها الأمنية والاقتصادية والتبعية السياسية، نحو الشرق، ليس من منطلق آيديولوجي، كما يُرَوِج من يُحزنهم خروج هذه البلدان وشعوبها من قبضتهم؛ إذ لم يعد الصراع الآيديولوجي هو المظهر الجوهري البارز في هذه المرحلة، ليس لأن الصراعات الآيديولوجية والطبقية قد انتهت، فهذا مستحيل طالما بقي الظلم وعلاقات الإنتاج الرأسمالية والعمل المأجور واستغلال الإنسان للإنسان؛ وإنما كون الصراع العالمي الحالي يجري على نفس الأرضية الفكرية مع بعض المحاولات المتواضعة، في عقلنة التوحش الإمبريالي، ويأخذ لدى شعوب "العالم الثالث" البعد الوطني الاستقلالي أولًا وأخيرًا.

هذا البُعد الذي يُشكِّل الأرضية العامة التي تلتف حوله قطاعات اجتماعية واسعة في كل بلد على قاعدة أهداف وطنية مشتركة، وإن كان لا يخلو في باطنه وفي بعض جوانبه من نزعات آيديولوجية وثقافية غير متبلورة بشكل تام ولا تتصدر الأولويات الوطنية في الوقت الراهن، وإنما منطلقه الأساسي والجوهري هو المصالح الاقتصادية والاجتماعية العامة، وما توفره هذه الاستدارة نحو الشرق من فرص تعاون مريحة نسبيًا؛ وذلك ارتباطًا بنهج تلك الدول وسياساتها المتوازنة؛ ومنها الصين الشعبية، التي تتبنى نهجًا واضحًا في تعاملاتها مع الآخرين. هذا النهج القائم على معادلة "رابح- رابح"- على حد قول البروفيسور بيار الخوري نائب رئيس جمعية الصداقة العربية الصينية- يعطي الأبعاد الثقافية والتجارية الأولوية في علاقاتها دون أن يؤدي ذلك إلى التموضع السياسي؛ وهي مقاربة جديدة في العلاقات الدولية تبدأ في الجوانب الاقتصادية والثقافية، ثم تعكس نفسها في الجوانب السياسية والأمنية دفاعًا عن تلك المصالح المشتركة، وهي نقيض المقاربة الغربية التي تبدأ في الشأن السياسي ثم تُترجم في بقية الجوانب الأخرى.

وقد حققت هذه السياسة نجاحات كبيرة، وإذا كان المؤكد- بحسب معظم ساسة العالم ومفكريه الاستراتجيين- أن الصين خلال العقدين المقبلين ستكون القوة الاقتصادية الأولى في العالم، فإن الحكمة والمصلحة الوطنية تقتضيان إعطائها اهتمامًا خاصًا، بحيث تتم الاستفادة قدر الإمكان من تجربتها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية وغيرها. وإذا كانت هذه العوامل الموضوعية تجعل من الصين خيارًا لمعظم شعوب الأرض، فإن للأمة العربية التي تعرضت للاحتلال الأجنبي عبر تاريخها الطويل وما زالت أجزاء منها تحت الاحتلال المباشر، فهذه أسباب ذاتية مضافة وملحة من أجل تعميق علاقاتها وتحالفاتها مع جمهورية الصين الشعبية؛ وذلك لثلاثة أسباب رئيسية.

السبب الأول: أن الصين لم تكن يومًا دولة استعمارية، ولم يسبق أن اعتدت على أي دولة عربية أو احتلت أراضيها، وأن مواقفها في المحافل الدولية حيال الحقوق العربية وفي مقدمتها القضية المركزية للأمة العربية القضية الفلسطينية، ثابتٌ خلال نصف قرن وما زال. ولم تعترف بالكيان الصهيوني، إلّا بعد اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني إثر اتفاقيتي أوسلو ومدريد.

السبب الثاني: أن الصين الشعبية يقودها حزب في صميم آيديولوجيته ومبرر وجوده القضاء على الاستغلال، استغلال فرد لفرد وشعب لشعب وأمة لأمة، و هذا يتقاطع بالضرورة مع تطلعات الشعوب المقهورة في التخلص من الاستعمار السياسي والاقتصادي؛ ومنها الشعب العربي.

السبب الثالث: أن القرن المقبل هو قرن صيني بامتياز، وإذا كانت الصين سابقًا وحاليًا خيارًا ضمن خيارات أخرى، فإنها ستكون في العقود المقبلة خيارًا وحيدًا.

الآن.. ما الأسباب الحقيقية التي تقف خلف هذا التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأخلاقي والذي جعل من الصين ظاهرة بارزة في عالم اليوم ويفرد لها مكانة متقدمة في عالم الغد؟

الإجابة على هذا السؤال، ننقلها عن الباحث الاستراتيجي اللبناني إلياس فرحات من خلال وجهة نظره في كتابه "الكونفوشيوسية الميسرة.. وتاريخ الصين"؛ حيث يعزو كل هذا النجاح إلى العامل الآيديولوجي والإيماني والثقافي الذي يقف وراء النهضة العظيمة للأمة الصينية.

تحيا الصداقة العمانية الصينية.. وتحيا الصداقة العربية الصينية.