عندما تتمايل الرايات.. فاظفر براية التوحيد

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

 

الفطرة في حياة البشر أمر عظيم وكذلك هي أمر معلوم من الكثير، غير أن الإنسان- وللأسف الشديد- سخّره إلى ما يرى من وجهة نظره، وليس إلى ما هو أصلح وأكثر تناغمًا مع ما يهمه في دنياه وآخرته، ففي واحدة من أهم هذه الجوانب المصيرية للإنسان أن يجد نفسه في بيئة تقّر جوانبَ هي في منتهاها ضارة بشكل قطعي، وإن كانت تخدم مرحلة من عمره، كفرد، فإنها عكس ذلك في عمره الآخر.

أما كشعوب وأمم، فإن بعض الضرر- وهو الأشد وقعًا وألمًا لهم بشكل جماعي- فإنه يأتي بعد زمن في عمر الأجيال من خلال السلوك والتراكم، وإن فرحة ما على شكلٍ ما واعتقاد بسعادة ما يعيشها من خلال عادات وتقاليد أصبحت أكثر من عادية في بعض الدول، وللأسف وإنها بذلك تقرأها على أنها منتهى التطور والحرية غير أنها قد تكون مهلكة وسببًا لدمار أجيال من البشر من حيث لا نعلم.

نحن بنو البشر نؤسس لهذا الأمر منذ زمنٍ طويل ونحن لا نعلم أن ما نرى من اختلاف كبير هو فقط ما يسمى بوقت الانفجار ليس إلا.

اليوم وفي هذا الزمن، وبما يتوفر لدينا من معلومات وتاريخ موثق لم يصل بنوالبشر قبلنا إلى ما نعيشه نحن سكان الأرض في هذه المرحلة وأقل ما يمكن وصفه في جانب التواصل أن مرحلة الاحتماء بثقافة خاصة ورؤيا مفردة ومع قوة وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في طي النسيان، ولذلك فإنَّ الإنسان السوي عندما يتطلع إلى الحلول الممكنة ولكي يتمسك بالحياة فإن فكره قد ينظر إليه بالخروج عن المألوف وأنه متخلف؛ بل قد يوجد قانونٌ يلزمه بمشاركة ما هو سائد حتى لو كان بالإكراه، ولذلك فإن روح القوة الحقيقية للإنسان السوي لا توجد إلا في توجه واحد؛ وهو: طاعة أوامر الله والتمسك بدين الله وعمل الفضائل.

وإني اليوم أرى ما يحصل على مستوى الأرض تمامًا يتطابق مع فجر الإسلام، وبداية معرفة البشر بدين الله، وكيف كان في تلك المرحلة غريبًا مُحاربًا، يرى فيه البعض أنه المُغيِّر لمعتقده وتوجهه ومصالحه، ولذلك فإني أوجه جُلَّ فكري لكل إنسان سوي يعيش اليوم أن يجعل كتاب الله عز وجل دستورًا وملاذًا وحاميًا له، أما ما يحصل وما سيحصل في الدنيا وما هي مقبلة عليه من أحداث لن يسلم منها إلا المؤمن، ولا حلول غير التمسك بالتوحيد والصبر عليه؛ لأنه الحقيقة المطلقة الوحيدة في عالم التنظير والفكر والاجتهاد. وعمَّا قريب وبأي شكل كان ستعود الدنيا إلى بدايتها، وسيعلم الجميع أن الكثير مما ننظر من تعمق في العلم، إنما هو ليس أكثر من علم كتاب الله؛ ولذلك هو ركيزة قوية لكل من لا يجد ملاذًا وعلمًا يسلم من خلاله في عبور مصاعب الحياة.