حديث المجالس (١)

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
كثر الحديث عن "الحماية الاجتماعية"، وأصبحت الشغل الشاغل؛ فلا حديث سوى عن الحماية الاجتماعية وما ستضيفه من بحبوبة للمواطن بجميع فئاته، ظهرت الحماية متشعبة ومتفرعة أشبه بمعادلة لوغاريتمية عجز عن تفسيرها عامة الناس، واجتهد أهل التخصص في فك شيفرات هذه المعادلة، وتسابقت القنوات المرئية والإذاعات المسموعة في استضافة أولي الشأن ومن وكل لهم التعريف بالحماية وشرح طلاسمها انتظار المواطن قانون الحماية الاجتماعية على أحر من الجمر، وتداولت الحماية بين مجلسي الشورى والدولة كما لم يتداول قانون من قبل، وتوقع الجميع بعد هذا الانتظار سوف تأتي كاملة مكملة لا تنقصها شائبة، ولكن ما ظهرت عليه الحماية من حلة، كان عليها ألف سؤال واستفسار، بل واختلط الحابل بالنابل في أذهان الناس: ما هي الاستفادة وكم في الراتب الإضافي؟؟؟ ورغم طول مناقشتها، لم تشمل فئات كثيرة من المواطنين ممن تمت إحالتهم للتقاعد دون سن الستين، وهم مازالوا يعانون مع البنوك، وكذلك المسرحون الذين وقعوا بين مطرقة المطالبات المالية وسندان المطالبات القضائية التي عليهم وتهديدهم بالسجن أو بيع عقارهم، كما تناست الحماية شريحة مهمة ممثلة فى ربات المنازل مصانع إعداد الرجال وشقائق النعمان.
وباختصار.. المواطن لا يهمُّه تشعبات وتفرعات الحماية الاجتماعية ما يهمه العيش حياة كريمة في بحبوحة مع أفراد أسرته والتنعم بخيرات هذا الوطن الذي هو حقا للجميع دون استثناء ومهما كانت المناصب والمسميات.
"نظام إجادة" كان الهدف منه إجادة تجويد أداء المؤسسات من خلال تنظيم حوافز للموظفين المجيدين والبعد عن المحسوبيات والشللية التي كانت تسمى "حزب الكنبة"، فهل "إجادة" اسم على مسمى فعلا؟! فما لمسناه أو رأيناه عكس الواقع بتاتا فهو نظام أراد به الإصلاح والإجادة، لكن استغله البعض لمصالحه الشخصية وأهوائه وطوعه ليكون الأثير لديه والمقرب إلى قلبه هو المجيد لا ذاك الموظف المخلص في عمله حق الإخلاص والمثابر والمبتكر، فهل الإنجاز والنجاح في العمل يجب أن يقاس بعبارات رنانة من أهداف ونتائج ونسب مئوية، وكان الأجدى أن تقتصر حوافز نظام إجادة على فئات الموظفين من مدير فأدنى، لا أن يحصل رئيس الوحدة أو المدير العام على العلاوة التشجيعية المرتبطة في النظام بسبب شهادة الوزير أو الوكيل بأنه كفؤ، فماذا تركتم للموظفين الصغار الكادحين إن كنتم تتقاسمون معهم العلاوات التشجيعية؟! وهل سيتم إنصاف وتذكر من تأخرت ترقياتهم لعشر سنوات كاملة مكملة، أم سيكونون تحت رهن نظام إجادة من خلال تأشيرة مرور من المسؤول؟ نظام إجادة يجب أن يوضع تحت الملاحظة المشددة، وإلا سوف ينتشر سرطان التملق والنفاق وعندها ستكون الإنتاجية هي الضحية.
"تقليص الإجازة المدرسية".. لا أحد يعلم سبب قرار وزيرة التربية والتعليم مؤخرا بشأن تقديم موعد العام الدراسي أسبوعًا، وهذا ما أحدث ربكة لدى أولياء الأمور، فمنهم من حجز مسبقا تذاكر سفر خارج الديار لكي يعود قبل أسبوع من بدء العام الدراسي وما سيكلفه ذلك من رسوم مالية إضافية نظير تغيير موعد التذاكر، ومنهم من اعتمد إجازته في نصف شهر أغسطس لكي يذهب لصلالة بصحبة عائلته بعدما يكون الازدحام قد خف وأسعار الإيجارات الملتهبة قد خمدت بعض الشيء، هذا في جانب إضافة لما سيعانيه المدرسون عند بدء العام الدراسي في جانب عندما يباشرون أعمالهم التحضيرية مع تزامن دوام الطلبة، هذا غير تأخير شركات النظافة المتعاقد معها لتنظيف المدارس بعد إجازة طويلة، فهل سيتفرغ المدرسون لإعداد جداولهم الدراسية، أم سيقومون بتنظيف المدرسة بالتعاون مع الطلبة.
إرباك وتغيُّر في روزنامة العام الدراسي غير معروفة أسبابه سيترتب عليه وفق ما ذكرت أعلاه، أمور عديدة ستظهر على السطح مع فتح المدارس، سؤال يوجه لوزارة التربية والتعليم: هل الكتب الدراسية جاهزة أم ستتأخر كالعادة؟ وماذا بشأن نقص أعداد المعلمين؟!!!
"أفكار ملغمة".. في الوقت التي تتسابق فيه بعض الدول لإثراء عقول فئة الشباب لديها وتنمية قدراتهم ومعارفهم ما يليق ويفيد، من خلال في إقامة المسابقات القرآنية ومسابقات الخطابة والمعلومات الثقافية، والمسابقات العلمية، نتفاجأ خلال الآونة الأخيرة بإقامة مناشط وفعاليات أقل ما يقال إنها ملغمة بأفكار غربية وعلمانية، من خلال استضافة فرق أجنبية تدعو لأفكار تهدم القيم الإسلامية وتضر بالفكر وتلوِّث العقل وآخرها مسابقة في مجال الرقص، والتي أقيمت في محافظة مسقط، وتناقلت أخبارها مواقع التواصل الاجتماعي، فهل الموضوع هنا عشوائي دون تنظيم واستخراج تصاريح أم أن الأمر يتم النظر إليه من جانب مادي دون اعتبار بما سيؤثر ذلك على جيل الغد لدينا؟؟؟ نعم الانفتاح على الغرب مطلب، ولكن من خلال اختيار ما يفيد مجتمعنا ويسهم في تقدمه لا تقهقره وتخلفه... ودمتم بود.