صدقني.. أنتَ هناك

 

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

أولاً أقدِّم اعتذاري الشديد لكل من يتكرم عليَّ بالقراءة؛ لأنني قد أكون أكتب في جوانب ليست في الاهتمام المباشر لأكثر الإخوة الأعزاء، ومع ذلك فإنَّ ما قد أذهب إليه من رؤية يكون أكثر أهمية، بل وعلى درجة كبيرة من الأهمية لنا جميعاً، غير أنَّ ذلك لا يكون مباشراً بالدرجة التي نراها جميعاً على الأقل للوهلة الأولى.

نحن البشر لا نعيش حالة واحدة أو محددة يمكن أن يفرضها أي أحد منا أوعلينا، أما والأقرب إلى أي نجاح لمجموعة بشرية تعيش في شراكة وتكامل هو الاقتناع وليس الإملاء، إنما يكون تطبيق القانون والإملاء والحزم على الخارجين عن تلك المصالح المشتركة بكل جوانبها، ويجب أن تكون قلة؛ لذلك أذهب في رسالتي إلى المجتمع من خلال تلك الرؤية وهي التوضيح الذي يقابله القبول والتطبيق المنتظر.

عندما أقول وبالالتماس التصديق إنك هناك، فإنَّ هذا المعنى وفي حالة فهمه بما يستحق، فإنَّ حياتنا الاجتماعية المنطلقة من الشراكة والتكامل، فأولاً علينا أن ندرك جميعاً أن ما نعتقده مكسباً سريعاً خاصًّا بنا تحت أي صورة من الصور مثل المال والحديث الموجَّه لشخص أو قيادة السيارة والالتفاف سريعاً دون استخدام الإشارة أو أي شيء آخر، هو مكسب، فهنا يكون قصور الرؤية؛ ففي الحقيقة أنه عكس ذلك تماماً فأنت شخص واحد والأغلبية العظمى من البشر هم حتماً ليسوا أنت، فعندما نحدد موضوعَ استخدام الإشارة قبل الانعطاف مثلاً فهو لاستفادة شخص ما ينتظر بغرض دخول الطريق، فإنَّ ذلك الإنسان المستفيد هو أنت؛ لأنه غداً وعندما تكون في نفس الموقف، فإنَّه سيقوم بنفس العمل لأنَّ المسألة أصبحت قاعدة مُطبقة من الجميع، لذلك ستكون الاستفادة شاملة ومنهم أنت حتماً، لذلك فإنَّ التصرف الإيجابي الذي قررت أن يستفيد منه الآخرون، فإنما في الحقيقة والواقع هو أنك جزء من الكل، لذلك أنت هناك فعلاً أنت مؤثر سلبي أو إيجابي، وهذه الحقائق البشرية وعندما تتأمل في أي شعب يكون مردوده الإيجابي أو عكسه على الجميع.

وأخيراً.. وإذا كانت الجوانب الصغيرة التي نستسهل القيام بها مثل رمي المخلفات أو تركها عندما تستخدم مكانًا ما، إنما نقوم بذلك ضد أنفسنا؛ لأنَّ ما تركناه سيكون قاعدة يستخدمها الجميع، وكذلك فإنَّ ما رمينا به سيصل إلى منازل غيرنا، وما يرميه غيرنا سيصل إلى منازلنا، وسيكون ظاهراً في طرقنا التي هي لنا جميعاً، وسيقاس به مستوانا جميعاً في رؤية من يزورنا أو يقرأ مستوانا؛ لذلك فإنَّه علينا أن نفكر ألف مرة قبل أن نقوم بما هو سلبي، وأن نشيع العمل الإيجابي ليكون قاعدة سلوك نستفيد منها جميعاً، ونتطور ونطور بها رؤيتنا، لنتفرغ إلى جوانب ترتكز على ذلك المستوى الراقي من الجميع.