عائض الأحمد
في بعض اللهجات الشعبية، إن صح القول، فأنا لست بصاحب اختصاص ولست بضليع في دراسة اللهجات المحليه في الوطن العربي، ولكن أعتقد أنَّ هناك من يستطيع وصف مصطلح عميق عند البعض بكلمة أو كلمتين شعبيتين.
تختصر مسافات وعمقا لغويا أيًّا كان مصدره، وفي الوقت ذاته جاذب ويدعو للتأمل ويجعلك تبتسم ثم تبحث عن مصدره، فتأخذك أقوال البسطاء صعودا وهبوط إلى أن تصل إلى "قهقة" بريئة، وكلٌّ يشرح بمفهوم معين نهايته "الرجل الإمعة" مع اعتقاد منه بأنه يملك كل الحق في مطالبه وقراراته، فكم من "سنتيح" عزيزي مر في حياتك؟
أعلام "السناتيح"، اقتصاديات "السناتيح"، ولكم بالمثل والقياس كما تشاؤون، منهم من يظهر دون وجل أو خجل ومنهم "المزيف" كما يصفه "حودة" وهو معروف وله مواصفات تفضحها عيونه "الزايغة" وخطواته المترددة، وعدم صبره على وعوده ونقضها قبل أن يكمل تعهُّد تنفيذها، تذوب في ماء وجهه المالح بسرعة البرق الخاطف، ليس لديه قدره على الوفاء، تنقصه الشجاعة ويلوذ بأفقر الناس أدبًا وخلقًا، ويستشهد بأكبر منافقي حيه وأهل "كاره"، ويحلف في كل شاردة وواردة بأنه ابن الحى وصاحب صاحبه، وجه تشاهده وخلق تكرهه وعين ترمقك، وفكر ينزل بك إلى قاع الرعاع، فتاخذ الحكمه من أفواه "السناتيح" وعصابات السُّكر والشاي، بربِّك أن تدفع متى تشاء وبأى عملة تريد صاحبي المزيف لن يرفض سلعتك، النقد أصبح شيئًا ثانويا لأنك هدفه الأول، يسترسل ويسترجل خطوات من سبقه في السقوط، فيفيق على دراسه سيد "السنتيح" خريج جماعه "الرهاق"، وتعني أرهق من حولك حتى يقسم رغيفه إلى أقسام ودع الطيور تأكلها ثم احلف بالله بأن الطيور شبعت في عصره وتوفي عم محمد من التخمة.
شيء من ذاته:
لن تشتري السعادة مهما فعلت، فجلب الصبر بالقليل من التأمل والكثير من الحكمة، غايه الناس ليست ملكا لك فتوقع المزيد دائما حتى من أقرب الناس، وتذكر أنَّ الرجال لا ترد الصفعة، حينما تستقبلها من جاهل.
وختاما :
شريعه الغاب لم تعد حكرا على ذوات الأربع.