تربية الأبناء داخل الأسرة

 

 

أحمد العامري

يجب أن يهتم المربي بالنشء أيما اهتمام، ويحرص على تعليمهم المبادئ العظيمة والقيم النبيلة إبان نشأتهم حتى تتأصل في نفوسهم وترسخ في طباعهم وتصبح غريزة فيهم وسجية لهم، يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "واطبع الطين ما كان رطبًا، واغرس العود ما كان لدنا".

تعدُّ الأسرة نواة المجتمع وأول المؤسسات التي يقع على عاتقها تنشئة الأبناء، وتعتني الأمم الراقية بتربية الأبناء وأخذهم بالأساليب الجيدة في التربية والتعليم؛ لأنها تدرك الأثر البالغ للتربية والتعليم في نفوس أبنائها.

وصدر الكاتب الفرنسي ثوما كتابه الذي يحمل عنوان التربية في الأسرة وذنوب الوالدين بديباجية ممتعة مستهلها: "بينما ممالك كثيرة تسهى؛ إذ بالقرن التاسع عشر يرى دولة جديدة نشأت بين أحضانه، وأخذت قدمها تترسخ فيه يوما فيوما.. تلك هي دولة الطفل". وهذا إن دل يدل على الاهتمام البالغ بالطفل؛ لأنه مستقبل الأمة ولا يتأتى ذلك إلا بالسعي الحثيث في تربية الأبناء التربية التي تعينهم على حمل الأمانة بأساليب جيدة وعصرية وليس  بأساليب تعمل على خمود وجمود فكرهم.

وتبدأ تربية الطفل من اختيار الزوج لزوجته؛ لأنها القاعدة الأساسية التي تحدد مستقبل الأبناء فإذا كان هناك توافق وتفاهم بين الزوجين ووضع مصلحة الطفل نصب أعينهم يتمتع الطفل بالحرية والاحترام وجميع الحقوق التي تساعده على نمو قواه الجسمانية والعقلية لا مناص أنه سوف يكون عضوا فاعلا في مجتمعه عندما يشتد عوده.

أيضا هناك أمر يغفل عنه الكثير وهو الصحة قبل الزواج فالفحص الطبي بين الزوجين مهم للحفاظ على سلامة الزوجين والأبناء في المستقبل وحتى لا يقعان في المحظور يدفع غرامته الأبناء وكما قيل قديما: "غيري جنى وأنا المعذب".

والاهتمام الفعلي يبدأ ببدء الحمل فيجب على الأم أن تبتعد عن كل أمر يلحق الضرر بابنها من الجوانب كافة فلحالتها الأثر البالغ على ابنها يقول أحمد فهدي: "الاستعدادات المختلفة التي تولد مع الطفل كالخوف والشجاعة والكسل والغيرة والحسد... إن هي إلا نتيجة انفعالات نفسية قامت بنفس الأم أثناء الحمل".

يجب أن يهتم الوالدان أيما اهتمام بتربية الأبناء في بيئة يسودها التفاهم والوئام والحب وتوفير كافة المستلزمات والمتابعة المستمرة وتلمس الحاجات التي يحتاجها الأبناء في كل مرحلة من مراحل حياتهم وأن يجعلا نصب أعينهم تعويد الأبناء العادات الحسنة والأخلاق القويمة.

تعليق عبر الفيس بوك