حُمَّى الحب قاسية جدا

أسماء بوسعدان

حمى الحب قاسية جدا.. قاسية لدرجة أنه ينبغي دائما أن نموت ألفا، حتى نقول إننا أحبننا، قاسية لأنه دائما ما يلزمنا البحث في شظايا حنين الذكريات القاتل، ولأنه علينا في كل مرة أن نجوب تائهين طرقات الأشواق.

أيتها الذكريات ...

أفلتي قبو ذاكرتي

أتركي فؤادي، دعيه وشأنه

فقد جاءته سكرة الحب دونما موعد يخشاه

ذاك الحب الذي ظلتِ عليه عاكفة

أتلو إنجيل عشقي على مسامع قلبه

سبعا مثاني تقشعر منها أبدان العاشقين

أرتل في يقين أنه إله قلبي

والقلب يعبد الذي خلق الحب وعلمه

وأشهد أنه رسول الحب

وآخر أنبياء العشق...

فأحتضر وأنعي قلبي المكلوم..

أهذا هو الحب الذي تدعون أن لا حياة بدونه؟

لا يا سيدي !!

لا يا سيدي، اترك يدي

فكل شيء فيك يحتلني

اترك يدي واطمئن، فأنا لست وحيدة!

أنا مثقلة بأشياء لا يراها الآخرون

أنا التي آمنت بالحب ثم كفرت بعد إيمانها

أنا التي جعلتك في الحب إلها ورسولا وآية

أنا التي أسكنتك أرض قلبي

فعثيت فيها إهمالا وظلما

أنا التي كنت لا شيء يبكيني

أنا التي نبضي محرم على غيرك كان

أنا التي لا طالما كنت كاملة

والآن.. أنا لا أعرف من أكون؟!

هل أنا خيبة أمل في جسد أنثى..؟

أم أني لا شيء في هذا العالم سوى وهم يزول...

فأتيت واستلبت عذرية قلبي دونما شفقة

حتى صار ثيبا عارا على جسدي

وتركت فيه ندبة خفية

إنما هي ندبة العمر

 

فعلى ما تبكي إن كنت أنا من بداخلي مقبرة

وعلى ما تحزن إن كنت أنا من يعاقبني بك الزمن؟

وليت الزمن عاقبني بشيء غيرك

فإلى متى أتظاهر أني بخير

وحُمَّى الحب قاسية جدا...!

تعليق عبر الفيس بوك