إنتاج وطني غزير في مختلف الفنون.. ومطالبات بدعم المواهب الصاعدة

الأدب العماني على منصات التتويج العالمية.. قوة ناعمة للتعريف بالحضارة الوطنية

 

◄ الربيعي: المشهد الثقافي العماني يشهد قفزة كبيرة بمختلف المجالات

◄ الحسني: الأدب العماني يحتاج إلى مزيد من البحث والتقصي

◄ الراشدية: يجب دعم الكتاب المبدعين ليبحروا نحو العالمية

الرؤية- ريم الحامدية

يؤكد تتويج عدد من العمانيين في المسابقات الدولية والإقليمية المتعلقة بالمجالات والفنون الأدبية المختلفة، قوة الأدب العماني وتمكن المواهب العمانية على مر التاريخ انطلاقًا من الارتباط الوثيق باللغة العربية ومفرداتها، كما أن الأعمال الأدبية العمانية تعد من الأدوات المهمة لإطلاع العالم على الحضارة والتاريخ والثقافة المحلية.

ويؤكد عبدالرزاق الربيعي أن الأدب العماني يشهد نقلة نوعية كبيرة وحضورا في المحافل الإقليمية والدولية، إذ إن الأمر لا يقتصر على منافسات الشعر فقط بل تنافس باقي الفنوان الأدبية العمانية في هذه المحافل، لينال عدد من الكتاب العمانيين جوائز خليجية وعربية في مجال الكتابة المسرحية على سبيل المثال ومن بينهم الكاتب أسامة زيد السليمي، الذي نال الجائزة الأولى في مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي لسنتين متتاليتين،  مضيفًا: "بعد فوز جوخة الحارثية بالبوكر العالمية وزهران القاسمي بالبوكر العربية، ووصول الكاتبة بشرى خلفان للقائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية، والنجاحات التي حققها السرد العماني يمكننا القول إن خلف كل صخرة في عمان سارد".

ويشير إلى أن المشهد الثقافي العماني يشهد قفزات كبيرة في مجالات الكتابة الإبداعية والدراسات والتأليف، في ظل وجود الكثير من المواهب التي تحتاج إلى رعاية حتى تصل إلى العالمية".

ويرى ناصر الحسني أن الأدب العُماني يعد مادة ثرية ومدونة وغنية وغزيرة على مر العصور، وذلك بمختلف أنواعه سواءً الشعر أوالخطابة أو التوقيعات والرسائل أو القصة بمختلف أنواعها الطويلة والقصيرة و القصيرة جدا وكذلك الرواية، مبينا أن الأدب العُماني يحتاج للمزيد من التقصي والبحث لإظهاره بالوجه الحضاري والثقافي الراقي الذي يليق به، كمات أن هذا النتاج الغزير يحتاج إلى حركة نقدية تنهض به وتؤصل لدوره الحضاري والتاريخي في الحفاظ على الهوية الوطنية، وعلى المكتسبات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية له، إذ إن الأدب وسيلة من وسائل القوى الناعمة للتعريف بالدول وحضارتها.

ويوضح أن أبرز التحديات التي تعرقل حركة التأليف والنشر في مختلف مجالات الكتابة والإبداع، هو عدم انخراط المبتدئين في البيئة الأدبية والحرص على حضور الورش والندوات والدورات التي تعزز مهاراتهم في التأليف والكتابة والنشر، لذلك يتسرعون في اتخاذ قرار التعاقد مع دور النشر ودفع مبالغ كبيرة قد يندمون على إنفاقها لاحقًا، مؤكدا أن الجمعية العُمانية للكتَّاب والأدباء لديها برامج لدعم الشباب المبدعين وتقديم الدعم والمساندة والمشورة؛ وتعتبر الجمعية مظلة تتسع لكل مبدع في كل شبر من تراب هذا الوطن.

ويقول الحسني: "التحديات التقليدية التي قد يتحدث عنها البعض اليوم أصبحت من الماضي، مثل الدعم المادي والمعنوي لتأليف وطباعة كتاب ما، أو صعوبة استخراج التصاريح والرقم الدولي والموافقة على النشر، أو ترويج ونشر وتوزيع الكتاب بعد الطباعة وغيرها من الأعذار التي من وجهة نظر الكاتب مع هذا التطور وسرعة الإنجاز أصبحت غير موجودة وكلها مجرد أوهام نتيجة عدم وضوح الرؤية عند البعض، وما على المبدع إلا معرفة هذه الطرق والقنوات التي يسعى لتقديم عمله من خلالها حتى تسهل له كل المهمات الصعبة وتيسر له كل ما يراه صعبًا".

ويعتبر أن كل كاتب له أدواته الخاصة التي تميزه عن غيره من الكتاب، وعلى المبدعين في المجالات الأدبية المختلفة مواصلة درب العلم والتعلم والتدرب واكتساب الخبرات والمهارات اللازمة التي تجعل الطريق أمامهم سهلاً، وأن يستمر في التزود من هذا المجال طوال مسيرته.

وتذكر الشاعرة سليمة الراشدية أن الأدب العماني متربّع منذ مئات السنين في قلوب العمانيين، وأن عشق العمانيين الكبير للغة العربية خير دليل على ذلك، مضيفىة: "نلاحظ اليوم عشرات الأقلام العمانية التي حجزتْ لها مقعدا في قاعة الأدب العماني، وشمّرت عن ساعديها لتبثّ للعالم أجمع ما يكمن في جعبتها من علمٍ غزير لتنوير الشعوب، فعلى سبيل المثال تعد الرواية سلسلة أحداث مثيرة محبوكة حبكة سحرية تنقل القارئ من عالمه الحقيقي إلى عالمها".

وتتابع: "بلا شك في كل زمان ومكان لا مفرّ من وجود بعض المعوقات والتحديات التي تقف في وجه الكاتب أيّا كانت جنسيته، فمنها المعوقات المجتمعية، فتجد القارئ العماني لا يثق كثيرا في الرواية العمانية؛ كونه لا يوجد حدث مهم يُلهم الكاتب العماني ليتعمّق في سرده وحبكه حبكةً تسافر به إلى الأحداث الحيّة، التي يجدها في الروايات العربية منها والعالمية، فالشراكة المجتمعية مهمة للكاتب العماني، ويجب خلق ثقة بين القارئ والكاتب في المجتمع؛ وذلك بعرض نبذة تعريفية مختصرة عن الكتّاب العمانيين في أيّ مجالٍ كان وإصداراتهم، كما أن هناك تحديات مادية تستنزف طاقة الكاتب العماني بلا شك، والتي تلقى على أكتافه مديونية ربما هو في غنى عنها، في ظل الأوضاع المالية الحالية، وغياب القارئ العماني الشغوف الذي نجده في البلدان المجاورة، وربما المعوقات المالية هي السبب وراء تقشّف القراء الذي نلاحظه بأمّ أعيننا، فعلينا جميعا أن نتعاون لخلق جيل قارئ ينهض بمجتمعه وأمته خاصة وأن المجتمع العماني والشعب العماني له تاريخ حافل مع اللغة العربية والفصاحة، والنهوض بالرواية العمانية، وذلك بدعم الكاتب العماني معنويا وماديا من أجل أن يبحروا بالرواية العمانية إلى آفاق أوسع وأرحب وتجوب العالمية".

 

تعليق عبر الفيس بوك