"قيظ" رياضتنا!

 

 

أحمد السلماني

 

كرة القدم والنخلة

الحرُّ شديد، ونعيش أيام "القيظ" وجني الرطب كما هي العادة منذ الأزل، وأتذكر زمان، ارتبط القيظ بانتقال البدو والحضر إلى المزارع وما يسمى بـ"الأموال" معنا في عُمان لجني ثمار النخيل، كنا ونحن في عنفوان الشباب نشتغل في جني النخيل والليمون في القيظ صباحا، ونلعب كرة القدم عصرا، ولم يكن يحتاج المدرب يومها إلى مُعد بدني لتأهيلنا بدنيا، "النخلة" والبستان تكفلا بذلك، وراعني منظر تكّدس عدد كبير من الوافدين الآسيويين وهم يبيعون "الرطب" للعمانيين في حين أولادنا يسهرون للعب "البلاي ستيشن"، ويطلبون من آبائهم مصروفهم، يومها تساءلت: النخلة عمانية أم بنجالية!! "عمتنا" النخلة تئن.

 

جماهير مباريات الفرق الأهلية

مشهد رهيب لحضور جماهيري مهيب في مقطع "فيديو" مُتداول لنهائي دوري الفرق الأهلية بنادي السلام بشمال الباطنة، وقبل ذلك كان نفس المشهد في ولاية صحم، وشخصيا أحضر مباريات لدوري الأولى والنخبة بالرستاق، أعداد غفيرة من الجماهير، السؤال المهم: أين هذه الجماهير في كأس جلالة السلطان المعظم ودوري عمانتل والأولى؟ هل لدى الأندية واتحاد الكرة إجابة؟ طيب، هل استثمرت الأندية هذا الشغف والحضور للترويج والتسويق وجلب الرعايات وزيادة المداخيل؟ أم أنها اتجهت "لنتف" الفرق الأهلية وتكليفها رسوم الاشتراك (في بعض الأندية 400 ريال)، ورسوم للاعب القادم من خارج الولاية، ورسوم أخرى للإعارات الداخلية لتغطية تفقات إقامة هذه المسابقات؟ رغم أنه يمكن الاستعاضة بالرعايات لو وجد هذا الملف من يشتغل عليه حقا، ثم إن جائزة بطل الدوري 200 ريال، والفريق دافع 4000 ريال حتى يحصل على اللقب!! رأفة بالفرق الأهلية، فهذه أقرب للمجتمع وتخدم الرياضة العمانية وأهدافها بسلطنة عمان أكثر مما تقدمه الأندية، الحقيقة المُرَّة أن الأندية لدينا ما زالت تدار بعقليات الثمانينيات والتسعينيات!!!

 

رياضتنا تتنفس

العروض المدهشة التي قدمها منتخبنا الوطني الأولمبي لكرة القدم في البطولة العربية بالجزائر، وقبل ذلك في بطولة غرب آسيا، تؤكد جليًّا أن التخطيط السليم والمتقن والمتواصل واللعب في مثل هذه البطولات يؤهل المنتخبات لتسجيل حضور قوي لخوض المنافسات الكبرى المهمة في القارة والعالم، وهذا المنتخب بالذات بإدراته الفنية الوطنية الفذة هو منتخب المستقبل القريب بحول الله، والذي سيضمن حضورا عمانيا ضمن الـ10 الكبار في آسيا في الخمس سنوات المقبلة، وما على اتحاد الكرة سوى العمل على البناء المؤسسي للفئات السنية وتأهيلهم من خلال هذه البطولات. وكفانا دعوة منتخبات متواضعة للعب معها!!

كما أنَّ الحضور العماني والتألق اللافت لألعاب القوى في ذات البطولة، واعتلاء عدَّاؤنا ومتسابقونا منصات الميداليات الملونة، يُؤكد أن هذه المسابقات هي أقصر الطرق لتحقيق الميداليات التي لطالما حلمنا بها، ويستحق اتحاد ألعاب القوى وغيره من الاتحادات واللجان زيادة الدعم إلى الضعف لضمان حضور أقوى لرياضتنا بعد تحسّن الوضع المالي والإقتصادي للبلاد والحمد لله.