مختصون يؤكدون أهمية منح المجالس صلاحيات أوسع

مجالس أولياء الأمور.. نافذة فاعلة لتحقيق الشراكة المجتمعية والارتقاء بالعملية التعليمية

 

الحارثية: فلسفة التعليم ترتكز على مبدأ "التعليم مسؤولية وشراكة مجتمعية"

العزري: مشاركة أولياء الأمور في المجالس ضرورية لتحسين بيئة الدراسة

الشيذاوية: ملتقيات المجالس تتيح الفرصة للاطلاع على البرامج والوسائل التعليمية المستخدمة

المعولي: الشفافية معيار أساسي في الشراكة بين أولياء الأمور والمدارس

الصيادية: من الضروري تعزيز مهارات أولياء الأمور لمشاركة أكثر فعالية

العامري: ندوات أولياء الأمور تساهم في تبادل الخبرات

الشحية: يجب منح مجالس أولياء الأمور صلاحيات أوسع لاتخاذ القرارت التي تناسب الطلاب

 

الرؤية- محمد بن علي الرواحي 

تحرص وزارة التربية والتعليم على تفعيل المشاركة المجتمعية لتحقيق أهداف العملية التعليمية وتحسين مستوى الطلبة الدراسي، ومن بين الوسائل التي تتبعها الوزارة تفعيل دور مجالس أولياء الأمور للمشاركة في الارتقاء بالعمل التربوي واكتشاف المواهب الطلابية في مختلف المجالات، والوقوف على أبرز التحديات ووضع الحلول السريعة لها، ليجسد هذا الأمر تكاملا بين المؤسسات التعليمية وأفراد المجتمع بما يصب في مصلحة عموم الطلبة.

وتؤكد الدكتورة خالصة بنت سالم الحارثية رئيس قسم تنمية العلاقة مع المجتمع بدائرة إشراف الإدارة المدرسية بوزارة التربية والتعليم، أهمية الشراكة المجتمعية في دعم المؤسسات التعليمية وتحقيق أهدافها وتجويدها، لافتة إلى أن مواد قانون التعليم المدرسي الصادر بالمرسوم السلطاني 31/ 2023م أكدت على هذه الشراكة، إذ نصت المادة (12) على أن "المجتمع شريك أساسي في ضمان تقديم الخدمة التعليمية للطلبة"، كما نصت المادة (21) على أن "تشجع الوزارة الوقف والعمل التطوعي في الجوانب التعليمية".

وتبيّن أن فلسفة التعليم تقوم على مبدأ "التعليم مسؤولية وشراكة مجتمعية" تشترك فيها الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المعنية الأخرى، موضحة أن الوزارة سعت إلى بناء شراكات واسعة بين المدارس وأولياء الأمور وأفراد ومؤسسات المجتمع بما يدعم ويطور العملية التعليمية التعلمية، ويأتي في مقدمة تلك الجهود سن تشريعات لإيجاد مجالس أولياء الأمور على مستوى المدارس والولايات، حيث تعمل هذه المجال وفق "لائحة مجالس أولياء الأمور"، كما أن مجالس أولياء الأمور تعد ركيزة أساسية لإيجاد قنوات تواصل منظمة بين المدارس وأولياء الأمور والمجتمع وفق اختصاصات واضحة.

وتلفت الحارثية إلى السعي لإيجاد منظومة تقنية تعزز أدوار مجالس أولياء الأمور والمدارس وتيسرها وتحسن عملية التواصل بين المدارس وأولياء الأمور والأفراد والمؤسسات، كما تسعى إلى إيجاد أطر تشريعية معززة للتطوع في المجال التعليمي وللشراكة بين المدرسة وأولياء الأمور والمجتمع، بالإضافة إلى تعزيز الجانب التثقيفي والإعلامي الخاص بالمسؤولية المجتمعية نحو بناء الشخصيات الفاعلة للناشئة والشباب.

من جهته يرى سعادة الشيخ سليمان بن سعيد العزري والي الحمراء ورئيس مجالس أولياء الأمور بالولاية، أن مجلس أولياء الأمور يساعد في رفع مستويات الطلبة في التحصيل الدراسي، وأن مشاركة الأهالي في هذه المجالس مهمة لتحسين العملية التعليمية وتشجيع الطلبة على بذل المزيد من الجهد للحصول على النتائج الجيدة، وتطوير بيئة الدراسة لجذب الطلاب وتطوير الأنشطة التعليمية التي تعمل على تنمية مواهب عموم الطلبة.

وتقول شريفة بنت محمد الشيزاوية رئيسة مجلس أولياء الأمور بمدرسة الطريف للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة شمال الباطنة: "تسهم مجالس أولياء الأمور في دعم العملية التعليمية من خلال متابعة مستويات الطلبة باللقاءات المباشرة مع أعضاء الهيئة التدريسية، ووضع خطط لمعالجة الضعف الموجود لدى الطلبة سواء في القراءة أو في بعض المهارات الأساسية في المواد المختلفة، ومن الأفكار التي تم العمل عليها التعاون مع المعلمات المتقاعدات المتطوعات لنشر دروس تعليمية في مختلف المواد الدراسية عبر المنصات التعليمية أو عن طريق التدريس المباشر لرفع المستوى التحصيلي للطالبات".

وتضيف أن مجالس أولياء الأمور تساعد في تنمية مواهب الطلبة وتحسين مستوى الأنشطة التربوية في المدرسة وطرح الأفكار المرتبطة بالمسابقات الثقافية والرياضية والترفيهية، وتعزيز مهارات الطلبة في مختلف المجالات، مؤكدة أن ملتقيات مجالس أولياء الأمور تسهم في اطلاع أولياء الأمور على آخر المستجدات المتعلقة بالعملية التعليمية والبرامج التي يتم تنفيذها في المدرسة ومدى التطور التقني الذي وصلت إليه، وأثر كل ذلك على التحصيل الدراسي للطلاب.

ويعتبر قيس بن سيف المعولي رئيس مجلس أولياء الأمور بمدرسة الحواري بن محمد الأزدي بتعليمية محافظة شمال الشرقية، أن ملتقيات وندوات أولياء الأمور تعد تفعيلا حقيقيا للشراكة بين أولياء الأمور ووزارة التربية والتعليم، لأنه يتم مناقشة القضايا التربوية والمناهج، وتسليط الضوء على التحديات ووضع الحلول لها، موضحا: "مشاركة الأهالي في مجالس أولياء الأمور أمر مهم، والأهمية ذاتها تتمثل في معرفة الجديد في المناهج أو الأنشطة، واتعرف على الإشكاليات التي تظهر في المدرسة سواء أكان سببها البيئة الخارجية أو البيئة المدرسية،و هناك أنشطة وبرامج تم إعدادها في المدارس بالتعاون مع أولياء الأمور، وهذا ما لمسناه في إقامة بعض المشاريع كالشاشات الذكية وكاميرات المراقبة التي تحدّ من السلوكيات الخاطئة لدى الطلبة".

ويذكر المعولي أن الشراكة الحقيقية بين أولياء الأمور والمدرسة لابد أن تتسم بالشفافية، حتى يتم تشجيع أولياء الأمور على المشاركة الفاعلة في الارتقاء بالعملية التعليمية والوصول إلى الأهداق التي تم الاتفاق على في هذه الملتقيات ورؤية ثمار التعاون بين أولياء الأمور والمدرسة وهو التفوق الدراسي للطلاب.

وتوضح أمينة بنت حميد الصيادية مديرة مدرسة ستال بتعليمية محافظة جنوب الباطنة، أن المشاركة في ملتقيات وندوات مجالس أولياء الأمور تساعد في التعرف على نماذج وتجارب المدارس الأخرى، والتعرف على الأساليب والمهارات التي تساعد على التخطيط السليم لجعل مجالس أولياء الأمور فاعلة، لأنها وسيلة لتحقيق أهداف العملية التعليمية وبناء شخصية الطالب، وجعله قادرا على الابتكار والإبداع.

وتقول: "لابد أن تعمل مجالس أولياء الأمور وفق المهام التي وضعت من أجلها، وأن يكون تفعيلها بأفكار خارج الصندوق، بمعنى لا يكتفى بتفعيلها فقط في الفعاليات والأنشطة، بل لابد أن يكون أكثر من ذلك من خلال تدريب أولياء الأمور على المهارات التي يحتاجون إليها، وتفعيل قدراتهم بما يخدم العملية التعليمية، وأن يشعر ولي الأمر بأن له علاقة وطيدة بالمدرسة ليعمل على تطويرها، ودعمها من خلال الإمكانات التي يمتلكها".

أما عبدالله بن بخيت العامري رئيس مجلس أولياء الأمور بمدرسة شهب اصعيب من تعليمية محافظة ظفار، فيؤكد أن مجالس أولياء أمور الطلبة تلعب دورا كبيرا في نجاح المدارس والعملية التعليمية وتذليل التحديات التي تواجه الطالب وإدارة المدرسة، مبينا: "يجب استمرار التنسيق لحل أي إشكاليات، والتواصل مع الأسرة والمجتمع لتكون شراكتهم فعالة، كما أن الملتقيات مهمة لتبادل الخبرات وعرض الأعمال التي قدمت من قبل كل المجالس للاستفادة منها، وكل ذلك لإخراج جيل قادر على بناء البلد وخدمة المجتمع وتحقيق مستقبل زاهر للجميع".

وتشير كلثوم بنت عبدالرحمن الشحية المديرة المساعدة بمدرسة سكينة بنت الحسين للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة مسندم، إلى أن التعليم مسؤولية وشراكة مجتمعية، وأنه من المهم التعرف على أساليب وطرق حديثة ومتنوعة لبناء شخصية الطالب المتكاملة، مؤكدة: "التواصل الفعال بين المدرسة والمجلس له دور كبير في زيادة التحصيل الدراسي للطلبة وإثرائه، كما أن الشراكة المجتمعية تدعم دور المدرسة، إذ يقدم المجلس أنشطة مجتمعية للطلبة داخل المدرسة تجعل الطالب مشاركا في مجتمعه، وتبني ثقة الطالب بنفسه مما يؤدي إلى تقدم المدرسة والمجتمع بنفس الوقت لبناء وطن يعتز الطالب بالانتماء إليه".

وترى أنه من الضروري أن تكون لهذه المجالس صلاحيات أكبر في اتخاذ القرارات لتحقيق عمل متكامل في الخطة المدرسية والأنشطة التربوية والمبادرات المتنوعة التي يتم تنفيذها.

 

تعليق عبر الفيس بوك