الشيء الوحيد...!

 

 

عائض الأحمد

ليس هناك ما يستحقُّ الندم، لأنك لا تملك الزمان وإن كان لك شيء من المكان، الشيء الوحيد الذي يجب أن لا تفقده في كل هذا إرادتك وعقلك وتفكيرك وثبات خطواتك، والنظر إلى الأمام فقط.

الحياة بكل تفاصيلها واختلاف مشاربها، وحركة أفراد يعيشون حسب أفكار معينة؛ منها العفوى ومنها القسري، وما بينهما إرداة تنحى شمالا ويمينا، سعيا لهدف مهما كان شأنه أو قيمته، المهم في كل هذا ماذا تريد أنت؟ وأين وكيف تحقق أهدافك؟

الخطأ وارد أكثر من الصواب؛ فلا تعلق مشنقة نهايتك من أجل هفوة آنية عليك تجاوزها، العبرة بمحصلتك من زلة واردة، المعيب في تكرارها وعدم الوقوف تحسباً لعدم تكرارها فقط، في إنجازك الكل يبارك ويهنئ والبعض يمقت ويتساءل من أين لك هذا؟ الغريب أن تستغرب: ولِمَ كل هذا؟ وكأنك الملاك الطاهر الذي ألهمه الله وقار الدارين، ونسيت أنك فرد من جماعة هؤلاء البشر يحب ويكره ويتساءل ويحسد ويغضب ويسيء الظن أكثر من إحسانه إن كان أمرًا لا يعنيه، الملائكه في السماء يا سيدي أليس كذلك؟

كيف لك أن تُحصي مناقب مثاليي عصرك وأنت الوحيد الذي يقف على قائمة "البيض الجدد" نسبةً لنقاء القلب ليس أكثر من ذلك، حتى لا يظن أحدهم أنه مصطلح جديد ويُغرقنا بمثاليات شاهد العصر ورقيب الأوان.

أنا أمقت وأستعيب على نفسي كل هذه الفضائل والشمائل التى تُثقل كاهلي غالبا، لكي أظهر لمن لا يستحق أنَّ الإنسان يستطيع أن يكون ملاكًا يرتدي أثوابًا مُرقَّعة مختلفة ألوانها تُمتع الناظرين في غرابة منطقها وفوضى جاذبيتها المغرقة في استحضار الأنا دون نتيجه ملموسة، تهبها ريح عاصفة حسرة وألم على صاحبها في أول انكسار ومع إطالة ذاك "التافه" حين ينعتك بما ليس فيك.

فردوس جنته نار حصاده، يصلى بها أطراف بنانه البارد فيحرق أخضره ويميت بقايا أنفاس التعساء من حوله، قدره أن يحمل كل فضائل أمته، مُعتقدا ذلك، فإذا به إسهاب جاهل يرجو نفعه فيضر قاع بحر لم تطأه قدم بشر قط، فيلسوف عصره يأخذ بزمام أمور العامة فيغرق بها الخاصة، مهرولا خلف شيطانه الأكبر، مَنْ أنا؟ ومَنْ أنتم؟

وختامًا: يريد أن أسرد له معاني كلماتي، هل صدأ معجم اللغة ولم تستطع فتحه؟

----------------------

شئ من ذاته: صورتي الذهنية لستُ مَن يخلقها، فالأحداث كفيلة بها.