2.9 مليون متر مربع مساحات خضراء.. و19 حيًا متكاملًا تستوعب 100 ألف نسمة

بدء تنفيذ "مدينة السلطان هيثم" العام المقبل.. واكتمال المراحل الأربعة بحلول 2045

◄ 4 مدن ذكية مُستقبلية في مرتفعات بوشر ومنح وصحار وصلالة

تخصيص 5% من مساحة المدينة لبرنامج المساعدات السكنية

اعتماد 12 معيارًا عالميًا من معايير جودة الحياة ورفاهية العيش

تصاميم ذكية ومُتكاملة توفِّر مستويات غير مسبوقة من الخصوصية

الشعيلي: مدينة السلطان هيثم تحتضن كافة فئات المجتمع وتُشعرهم بالانتماء والتمكين

المدينة تشمل مرافق مجتمعية متطورة ذات مواقع استراتيجية

الاعتماد على استخدام الطاقة الشمسية وإدراج أنظمة إنتاج الطاقة من النفايات

توفير سلسلة من الطرق الرابطة الجديدة عبر "مسقط السريع" وشارع السلطان قابوس

نظام هرمي للشوارع الداخلية يتضمن "البوليفارد" وممرات الأحياء و"الترام"

50 محطة لحافلات النقل العام وفق معايير عالية المستوى

الرؤية- مريم البادية

تصوير/ راشد الكندي

كشفت وزارة الإسكان والتخطيط العُمراني التفاصيل الكاملة لمشروع "مدينة السلطان هيثم"، وأعلنت أنها ستُقام على مساحة 14,800,000 متر مربع، وسيكون التنفيذ على 4 مراحل، ستبدأ من العام المقبل وستنتهي في عام 2045، وستتبع هذه المدينة إنشاء 4 مدن أخرى.

مدينة السلطان هيثم (1).jpg
 

وخلال لقاء إعلامي، قدم معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني شرحًا مُفصلًا لمدينة السلطان هيثم، وقال إنها لن تكون الوحيدة؛ بل ستتبعها مدن أخرى، وهي مدينة مرتفعات بوشر على مساحة 6,650,000 متر مربع، ومدينة منح على مساحة 6,000,000 متر مربع، ومدينة صحار على مساحة 6,200,000 متر مربع، ومدينة صلالة على مساحة 5,300,000 متر مربع.

تصوير راشد الكندي (4).jpg
 

وأضاف معاليه أن المخطط الرئيسي لمدينة السلطان هيثم المستقبلية الذكية يقع في ولاية السيب يقدم فرصة استثنائية لتطوير نموذج فريد يرسي معايير جديدة في بناء المدن المستدامة، مع مواكبة متطلبات وتطلعات الحياة العصرية للشباب، وسيصل إجمالي المساحات الخضراء 2,900,000 متر مربع، وتشكل الحديقة المركزية والوادي 1,640,000 متر مربع، ومن المتوقع أن تستوعب المدينة 100 ألف نسمة، وتضم 19 حيًّا متكاملًا، مع تخصيص 5% من مساحة الأرض لبرنامج المساعدات السكنية.

معايير عالمية

وتابع معاليه إن هذه المدينة ترتكز على 12 معيارًا عالميًا من معايير جودة الحياة ورفاهية العيش، وذلك بدءًا من التكلفة المناسبة والمرافق المتكاملة، وصولًا إلى أسلوب الحياة الحديث والأنظمة المستدامة، وتوزيع شبكة الطرق والمرافق المجتمعية والخدمات ضمن مسافات متقاربة تراعي إمكانية الوصول إلى أكبر عدد مُمكن من المرافق. وأوضح الشعيلي أن المدينة تحتوي على شبكة داخلية للتنقل، متنوعة وتستوعب مختلف أنواع أساليب التنقل، مثل المواصلات العامة والخاصة ومسارات خاصة بالمشاة والدراجات، بطريقة مترابطة تصل بجميع أحياء المدينة ومركزها ومرافقها المختلفة، مُعزّزة بأساليب الراحة والأمان.

تصوير راشد الكندي (5).jpg
 

وقال معاليه إن المدينة ستضم المساحات والمسطحات الخضراء والمسارات المُظلَّلة، مع الحرص على تصميمها بطريقة تسمح بمرور النسمات اللطيفة بين أروقتها وممراتها؛ لتحسين الجو العام داخلها. وتابع أن المدينة مزودة بمسارات المشاة والدراجات لتعزيز أسلوب التنقل الصحي فيها، كما تراعي استدامة البيئة من خلال استخدام الطاقة المتجددة والتدابير الخاصة بحفظ المياه ومعايير البناء المستدامة للحفاظ على البيئة، إضافة إلى طابعها الاجتماعي المعزز للتفاعل والاتصال بين أطياف المجتمع، وذلك من خلال المساحات المشتركة وتصاميم الأحياء السكنية.

وأكد وزير الإسكان والتخطيط العمراني أنه جرى اعتماد تصاميم ذكية ومُتكاملة توفِّر مستويات غير مسبوقة من الخصوصية في الوحدات السكنية إلى جانب توزيع المساحات والمسطحات الخضراء عبر الاستفادة القصوى من مساحة الأرض للربط بين المباني الحضرية والمرافق الواسعة، وتقديم مجموعة من الخيارات السكنية التي تجمع بين الكثافة العالية والمنخفضة.

رئيسية.jpg
 

وأشار إلى أن التوظيف الأمثل لمساحات الأراضي والوحدات السكنية واتباع أساليب البناء العصرية لتتماشى مع كافة مستويات الدخل، وتتجاوب مع المتغيرات المناخية وتنسجم مع التطورات المستقبلية حيث تم تصميم البنية الأساسية بمرونة هندسية تراعي التكيّف المطلوب لاحتياجات النمو السكاني مستقبلًا، ومراعاة تكلفة الصيانة.

وأضاف معاليه أن هذه المدينة تحتضن كافة أفراد المجتمع بتنوع فئاتهم الاجتماعية والثقافية، وتتيح لهم الوصول إلى جميع مرافقها الاجتماعية والترفيهية بسهولة تامة، وتشعرهم بالانتماء والتمكين؛ حيث صُمم المخطط الرئيسي للمدينة بدقة وعناية تامة ليوفر مجموعة واسعة من خيارات السكن للمواطنين العمانيين، وذلك من خلال تطوير مدينة تحتضن مجتمعات ترحب بالجميع وتحتفي بكافة الثقافات.

مواقع استراتيجية

وبيّن الشعيلي أن المدينة تشمل مرافق مجتمعية متطورة ذات مواقع استراتيجية جرى اختيارها بدقة فائقة كي تتيح للسكان إمكانية الوصول إليها بسهولة تامة، ويقوم تصميمها على مفهوم مبتكر يتبنّى استراتيجية "التجمّع"؛ حيث يتم جمع الأماكن والوجهات التي تقدم خدمات متشابهة في مكان واحد، كما إن هذه الاستراتيجية تتيح للسكان الاستخدام المشترك للمرافق العامة مثل مواقف السيارات والملاعب والمتنزهات، وتسهم في تحقيق الاستخدام الأمثل للمساحات وبناء مراكز مجتمعية في قلب المجتمعات السكنية توفر للسكان تجربة تواصل فعالة.

وأشار معاليه إلى أن تصاميم المناطق الخارجية للمدينة تعتمد على الظل الطبيعي بالأشجار في أوقات النهار، بالانسجام مع طبيعتها المعمارية عبر تحديد جهات الأبنية العمرانية، وتوفير الأماكن الطبيعية في الهواء الطلق، وتوزيع كثافة وارتفاع الأبنية، وتصميم الشوارع.

وشدد معاليه على أن المدينة مُستدامة ومُصممة لرفع جودة الحياة بالاعتماد على استخدام الطاقة الشمسية باعتبارها مصدرًا مُستدامًا للطاقة، وإدراج أنظمة إنتاج الطاقة من النفايات، ومعالجة مياه الصرف الصحي واستخدامها كمياه رمادية، وتطبيق نظام الاستدامة لحماية الموارد والتقليل من كميات النفايات وإعادة استخدام أو تدوير أو توظيف المواد.

تصوير راشد الكندي (6).jpg
 

وأوضح أن تخطيط المدينة يُحاكي طبيعة موقعها وتطبيقاتها التي تواكب الحداثة وتُسهِّل على المستخدم حياته اليومية، من خلال تسخير الحلول والابتكارات التكنولوجية الفعّالة في تصميم وتشغيل البنية الأساسية والمباني بما يلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية.

مرافق متكاملة

وتضم المدينة 19 حيا متكاملا، و25 مسجدًا منها جامعان، أما مرافق الرعاية الصحية فستتضمن مركزين صحيين من الفئة أ (يخدم منطقة بعدد سكان 20,000 نسمة)، و6 مراكز صحية من الفئة "ب" (يخدم منطقة بعدد سكان 10000 نسمة)، ومستشفى مرجعي يحتوي على 1200 سرير، ومستشفى خاص ومركز رعاية ذوي الإعاقة وكبار السن، ومستشفى الأمومة والطفولة يضم 500 سرير، إلى جانب 39 مدرسة.

وتعزيزًا لسهولة الوصول والتنقل توفر المدينة سلسلة من الطرق الرابطة الجديدة إلى المدينة عبر طريق مسقط السريع وشارع السلطان قابوس؛ حيث تتوفر 23 نقطة وصول مختلف لتحقيق الوصول السريع وتجنب الازدحام. كما سيجري توسعة نقطتي الوصول الرئيسيتين الحاليتين من شارع السلطان قابوس؛ لإثبات الوصول الاتجاهي الكامل من وإلى المدينة، كما ستعمل الجسور والأقسام تحت الأرض على ضمان التدفق السلس للمركبات، وإضافة رابط جديد إلى تقاطع طريق مسقط السريع باتجاه بركاء، وتحسين الوصول من خلال التقاطعات الجديدة مع طريق حلبان المطوّر مع شارع السلام، وتحسين الوصول من المعبيلة من خلال إنشاء تقاطعات جديدة.

أما داخليًا فتوفِّر شبكة الطرق المُقترحة داخل المدينة نظامًا هرميًا منظمًا جيدًا للشوارع والذي يتكون من البوليفارد وهو شارع خاص يركز على المشاة ومرافق النقل العام بطول 3.4 كم، وشوارع رئيسية للمدينة بطول 32كم، وشوارع الأحياء بطوشل 150كم، أما ممرات الأحياء والتي تسمح بمرور الترام، والسكوترات الكهربائية أو الدراجات الهوائية، وغيرها من وسائل التنقل الخفيفة والذكية بطول 32 كم، وفي جانب تعزيز التنقل النشط تتوفر مسارات للمشي ولمستخدمي التنقل الخفيف (الدراجات الهوائية وغيرها) بطول 25 كم، وتتكامل مع مسارات ضيقة ومظللة ومريحة بصريًا تعمل كحلقات وصل مباشرة للحديقة، وتتكامل هذه الممرات الصغيرة بسلاسة مع وسائل النقل العام.

ويتضمن تصميم شبكة الطرق داخل المدينة أيضًا تصميم التقاطعات التي تحقق أهداف التنقل والسلامة، وتعزز المدينة ثقافة استخدام النقل العام من خلال توفير ستة مسارات جديدة للحافلات وترام بدون مسار، وأكثر من 50 محطة للحافلات والتي ستوفر جميعها معًا معايير عالية المستوى للوصول إلى السكان والموظفين والزوار الذين يرغبون في استخدام وسائل النقل العام بدلًا من المركبات الخاصة.

4 مراحل للتنفيذ

ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من بناء المدية العام المقبل 2024 وتستمر حتى 2030، وتتضمن هذه المرحلة تطوير مركز المدينة على مساحة تقدر حوالي 5 ملايين متر مربع والتي تشمل 6 أحياء عصرية ومتكاملة بمساحة بناء تقدر حوالي 2.2 مليون متر مربع، يتوسطها الحديقة المركزية واستصلاح الوادي لتكون قلب المدينة النابض بالحياة بمساحة 1.6 مليون متر مربع، ومرافقها المتكاملة بمعايير عالمية لتشمل أكثر من 35 ألف نسمة، ومرافق متنوعة ومدمجة، تحتوي على 6743 وحدة سكنية تشمل 608 فلل منفصلة و872 فلة شبة المنفصلة و1156 تاون هاوس و4107 الشقق، و8 مصليات ومستشفى خاص ومحطة تعبئة وقود و4 مواقع لمدارس و19 أرض مخصصة لمكاتب، وبتعدد مرافقها بين المرافق الاجتماعية والثقافية والخدمية تصبح مدينة السلطان هيثم مدينة قريبة من سكانها وزوارها تحتضنهم وتحتويهم وتلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم.

أما المرحلة الثانية فسيتم تنفيذها خلال الفترة (2028- 2035) على مساحة 2.6 مليون متر مربع وتستوعب أكثر من 23 ألف نسمة وتضم 4200 وحدة سكنية ومساحة بناء حوالي 1.4 مليون متر مربع.

في حين تبدأ المرحلة الثالثة بحلول عام 2033 وتستمر حتى 2040، وتقع على مساحة 2.3 مليون متر مربع وتستوعب أكثر من 21 ألف نسمة، وتحتوي على 3500 وحدة سكنية ومساحة بناء 1.3 مليون متر مربع.

بينما تبدأ المرحلة الرابعة والأخيرة من مراحل البناء بحلول عام 2038 وتستمر حتى 2045، على مساحة حوالي 5.5 مليون متر مربع تستوعب أكثر من 26 ألف نسمة، وتضم 4500 وحدة سكنية على مساحة بناء تقدر بحوالي 1.9 مليون متر مربع.

تعليق عبر الفيس بوك