ولد فاطمة

عائض الأحمد

هل تؤمن بأن الزمن توقف؟ هل تعتقد بأن هؤلاء الصبية لم يكبروا ولم تتغير أفكارهم وينالوا مما نال أقرانهم وربما أكثر، هل تظن أن أقدامهم لم تخطو خطوة للأمام، لم الاعتقاد بأنَّ فشلك عنوان كل من عاشرك، واقتسم لقمته معك في أوقات حاجتك، ثم غيرته الأيام وسارت رياح "السفن" وشاءت الأقدار فحملت الأخبار ووزعت الأرزاق، ولم يبقَ فى مكانه غير من أراد أن يكون كذلك، صديقي الأشعث الأغبر أسعد الله أوقاتك وألهمك الحكمة، وإن كنت أشك، ليس على الله بعزيز ولكن أعلم قدرتك وصعوبة فهمك يا صاحبي.

ليس أغرب من لقائنا صدفة تعمدت إفساد الهيبة، واستنقصت الوقار حينما باغتني بعادتك البالية القديمة ونحن صغاراً "كف مؤخرة الرأس" واتبعتها بلقب كنت تعتقد أنه لن يشرفني "ولد فاطمة" وينك من زمان عنك؟ ولم تعر من كانوا بصحبتي، هذا الدكتور وذاك المستشار، وصديق الطفولة البائسة يصدح وهو بكامل قواه العقلية، وبكل فظاظة وبجاحة ويستذكر أياماً خوالي، لم أعد أذكرها لأقرب المقربين، ليس لشيء وإنما لأنها ماضٍ لا فائدة منه فلم العودة إلى أيامه وشقاوته وفهلوة صاحبي.

أحمد الله كثيراً أن صديقي "المعتوه" صغيرا وكبيرا لم يشهد ما يفضي إلى كارثة أو ما ننعته بسر خفي، وإلا لكان تحدث سكان قريتي سابقا وأصدقاء مدينتي حاضرا، نقلا عن صديقي القديم وابن قريتي "الفهيم" لا أعادها الله من صدفة جمعتني بك على حين غرة، أدعوه تعالى أن لا أراك بعد اليوم إلا أخرسا أبكما "حافظا غير فاهم" بعيدا كبعدك عني كل هذه السنوات.

البعض منا يستعصي عليه فهم عصره، ويستكثر على صديقه وابن حيه ما وصل إليه ويصيب البعض ذهول كيف وصلت إلى هنا ويبدأ التساؤل منذ متى وأنت تكتب ومنذ متى وأنت ترسم ومن أين لك كل هذا المال ومن أعطاك الفرصة ومن ومن؟ ونسي شيئًا واحدا أنه من أسقط نفسه، وعاش في كنف ضعفه، ونام في أحضان أوهامه، وحينما استيقظ وجد كل هذا، فما ذنب ابن " فاطمة" يارجل.

يقظة شرف:

شرف الكلمة يتراوح بين مفردة التسعة ورقم العشرة وتفاصيل مابعدهما في زحام النعم باتت أرقام سعادتك خالية من أصفار "الشمال"، وقاعدة تنطلق منها أصفار اليمين ملتهمة كل ما سبق من أعداد، فأعادت ذاكرتك أرشيف الغفلة والنسيان.

شيء من ذاته:

كنت أشعر بالوحدة، فاستحضرتُكَ ونمتُ قرير العين.

وهج:

لن أعتقد ولن أظن؛ فاليقين يعيش بين أضلعي.