دراسة علمية تسلط الضوء على أساليب إدارة المؤسسات الصحفيّة العمانية

مسقط- الرؤية

كشفت دراسة علمية حديثة عن الأساليب المتبعة في إدارة المؤسّسات الصحفيّة في سلطنة عمان بالقطاعين العام والخاص، والفروقات بين صحيفة عمان كمؤسسة حكومية وصحيفة الوطن كمؤسسة خاصة، ضمن متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في علوم الإعلام والاتّصال، للباحث والصحفي الدكتور خالد بن راشد بن محمد العدوي، وذلك من خلال استخدام المنهج المختلط لفهم الإشكالية المطروحة.

وتكمن أهمية دراسة في تحليل وتشخيص أساليب إدارة المؤسسات الصحفية المطبوعة وصولاً إلى أنجع الأساليب الممكنة لتطوير سلوكيات العاملين في تلك المؤسسات، ومعرفة أبرز التحديات والمعوقات التي تعترض سير العمل.

وسعت الدراسة إلى الكشف عن أسباب تعثر الأداء في إدارة المؤسسة الإعلامية من خلال محاولة فحص جوانب الإدارة ضمن مؤسستين إعلاميتين هما "عمان" و"الوطن"، ومعرفة هل يكون التعثّر بسبب الأساليب التقليدية في القيادة الإدارية للمؤسسة الصحفية وكيفيّة ممارستها أم لأسباب أخرى.

وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج أبرزها: أنّ المؤسسات الصحفية محل الدراسة تمارس أسلوب عمل متطوّر، غير أنه تم تسجيل وجود اختلافات بسيطة في أساليب الإدارة التي تلجأ إليها كل مؤسسة، من حيث إجراءات العمل المنتهجة، وهذا يرجع إلى عدة عوامل تتمثل في  وجود علاقة بين ملكية الجريدة وأسلوب الإدارة المنتهج، حيث تسير صحيفة الوطن وفق النهج الاقتصادي والتجاري لمالكها وهو محمد بن سليمان الطائي، المرتكز على المنافسة في السوق الإعلاني وكسب المعلنين من خلال تقديم منتج جيّد، وبالتالي تمارس إدارتها بمختلف الأساليب العصرية المعمول بها في المؤسسات الاقتصادية الكبرى في المؤسسة الصحفية لإنتاج منتوج ذي نوعية يرجى من ورائه تحقيق المزيد من الأرباح وبالتالي المزيد من التطور من خلال الاستثمارات.

 أمّا صحيفة عمان بوصفها صحيفة حكومية، فهي تسير وفق مبدأ الربحية التي أنشئت من أجلها باعتبارها صحيفة تعتمد على أرباحها من الإعلانات والاشتراكات والتوزيع وطباعة الكتب والمجلات والمنشورات للمؤسسات الصحفية وقطاعات الدولة الأخرى.

وإشراك العاملين في عملية اتّخاذ القرار التي تهمّ طبيعة عملهم، إلى نتائج ملموسة تحقق إيجابيات كثيرة على مستوى العمل، كما أنّ القائد الفعال في الإدارة الإعلامية يفترض أن يتوفر فيه الاهتمام بتدريب مرؤوسيه على العمل لزيادة مهاراتهم وتحقيق مستوى عال من الإنتاجية.

وتتطلب قيادة العمل الإعلامي التوازن بين أهمية الأعمال وضرورة إنجازها، وأهمية العاملين وضرورة تنميتهم وتطويرهم، كما أن العمل القيادي في الإدارة الإعلامية يحتاج إلى توفّر ركنين أساسيين هما: الاستعداد الشخصي والخبرة التطبيقية من جهة والإعداد النظري والتدريب من جهة أخرى.

وقد أثبت الدراسة أنّ الإدارة الناجحة في أية مؤسسة إعلامية، يجب أن تعتمد على القدرة على المنافسة، حيث تؤدي المنافسة إلى توليد الطاقات البشرية وتطوير الأفكار.

 

تعليق عبر الفيس بوك