فايزة سويلم الكلبانية
شهدنا على مدار الأيام الماضية أحداثًا استثنائية حافلة محليًا ودوليًا، ترجمت الحرص السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- على إحلال السلام في المنطقة، ومواصلة جهود التنمية الشاملة والمستدامة، فبعد زيارات ناجحة إلى كل من مصر وإيران، يتفضل جلالته- أعزه الله- بتدشين مدينة السلطان هيثم وترؤس اجتماع مجلس الوزراء.
ومدينة السُّلطان هيثم هي المشروع الوطني العملاق الذي بدأت أمس أولى خطوات تنفيذه، بتدشينه رسميًا تحت الرعاية السامية لجلالة السلطان، وتمثل أيقونة عمرانية رائعة ستُحدث نقلة نوعية في جهود بناء المدن الحديثة والمعاصرة، والمواكبة لكافة المتغيرات والتطورات التكنولوجية.
وفي ذات اليوم تفضل جلالته فترأس اجتماع مجلسِ الوزراء الذي عُقد بقصر البركة العامر والذي شهد الكشف عن حزمة من التوجيهات السامية والقرارات التي تصب في صالح الوطن والمواطن؛ ليواصل جلالته- أيده الله- جهود التنمية الشاملة والمستدامة والارتقاء بمعيشة أبناء عمان من خلال ما يتم إسداؤه من توجيهات سامية من شأنها المساهمة في النمو والازدهار بهذا البلد. ويهمني في هذا السياق أن أسلط الضوء على ما خرج به اجتماع مجلس الوزراء الموقر؛ حيث تم الإعلان عن إنشاء "صندوق عمان المستقبل" بمباركة سامية وبشراكة بين جهاز الاستثمار العماني ووزارة المالية، وبرأسمال ملياري ريال عماني، ويهدف هذا الصندوق إلى تحفيز منظومة الاستثمار الجريء والعمل على تقديم الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. هنا نحن أمام كيان استثماري جديد وضخم، سيعمل على إنعاش اقتصادنا الوطني من خلال استثمارات واعدة توفر فرص العمل للشباب وتدعم مسيرة التطوير والتحديث، وتواكب تطلعات ومستهدفات رؤية "عمان 2040".
أيضا قرر المجلس الموقر استثناء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من بعض الرسوم المحددة من قبل مجلس المناقصات. كل هذا سيخدم نمو قطاع ريادة الأعمال والنهوض به بمختلف قطاعاته، وهو قرار بالغ الأهمية ويساعد هذه المؤسسات على التغلب على التحديات وتحقيق الربحية.
القرارات تضمنت كذلك دعم زراعة القمح بـ5 ملايين ريال عماني، مع تخصيص أراضٍ بالانتفاع لزراعته، في خطوة تستهدف تعزيز أركان الأمن الغذائي في عماننا الحبيبة.
أما في ملف التعليم، وهو الذي يحظى برعاية سامية واهتمام سلطاني كبير جدًا، فقد أقر مجلس الوزراء تعزيز برنامج الابتعاث الخارجي للأعوام (2023- 2027) باستحداث برنامج يستهدف إعداد خريجين قادرين على القيام بأدوار ريادية في القطاعات الاقتصادية وذلك من خلال ابتعاثهم للدراسة في تخصصات المستقبل النوعية وفي أفضل الجامعات العالمية، وبعدد 150 بعثة، على مدى خمس سنوات وبتكلفة إجمالية تصل إلى 36 مليون ريال عُماني، وهذا قرار لا شك أنه سيعزز من كفاءة المخرجات الجامعية ومن ثم تأهيلهم لسوق العمل.
إنَّنا نمضي قدمًا خلف القيادة الحكيمة لجلالة السلطان، نحو مزيد من الرخاء والاستقرار، ولقد وعد جلالته فأوفى، ومن المؤكد أن المستقبل يحمل الكثير من البشريات والخيرات لشعبنا العزيز، الوفي لقائده.. لذلك ونحن نعبر عن فرحتنا بما يتحقق من منجزات غير مسبوقة، نجدد العهد والولاء لمُجدد مسيرة نهوضنا وقائدنا المُمجد عاهل البلاد المُفدى حفظه الله ورعاه.