باحثون: "عُمان عبر الزمان" صرح ثقافي شامخ يحفظ التاريخ للأجيال القادمة

...
...
...
...
...

الرؤية- فيصل السعدي

يؤكد عدد من الباحثين في علوم التاريخ، أن متحف "عمان عبر الزمان" يمثل أحد صروح المعرفة والثقافة الشامخة في السلطنة، ويسهم في حفظ التاريخ العماني في مختلف عصوره، للأجيال القادمة.

وبفضل التصميم الفريد، فإن الزائر للمتحف يستطيع أن ينتقل في رحلة عبر الزمن، إلى مختلف العصور التاريخية التي مرت بها عُمان، فيعيش الزائر ويتنفس الصور والأحداث التي شهدتها الأزمنة المتعاقبة.

وتقول الدكتورة بدرية بنت محمد النبهانية الباحثة في التاريخ وعضوة مجلس إدارة الجمعية التاريخية العمانية، إن للمتحف أهمية تاريخية وحضارية وسياحية تكمن في القيمة المضافة التي يمثلها المتحف والتي نستقرئها من الرؤية السامية للسلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- من إطلاق هذا المشروع ووضع حجر أساسه. وأضافت- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- أن المتاحف تضُم تراث الشعوب وآثارها والتي تمثل مع الحكاية التاريخية التي تُقرأ في المتحف حفاظًا على هويات الشعوب وما أنجزه الأسلاف منذ القدم وحتى اليوم، لافتة إلى أن متحف عمان عبر الزمان أُريد له أن يكون أيقونة ربط بين تاريخ عمان المجيد وتاريخها المعاصر المشرق.

وأشادت النبهانية بدور المتاحف باعتبارها مؤسسة تعليمية فعالة لتعليم النشء بتاريخ حضارتهم وما أنجزته الأمم التي مرت على هذه الأرض، بأساليب عرض مختلفة، وبالتالي من المتوقع أن يمثل متحف "عُمان عبر الزمان" نقطة جذب سياحية للمتطلعين للتعرف على تاريخ عمان في وسط الداخل العماني. وأوضحت الباحثة في التاريخ العماني أن الإسهام الثقافي والمعرفي يأتي من خلال ما يتم عرضه في المتحف، مشيرة إلى أن الملفات والمواد التي يعرضها القائمون على المتحف للجمهور، تمثل نقلة في استعراض التاريخ باستخدام التقانة الحديثة وشاشات العرض التي تحكي التاريخ وكأنه معاش.

وأكدت النبهانية قدم استيطان الإنسان في هذه الأرض الطيبة، وعلى العمق الجيولوجي والتاريخي لإنسان عمان، متحدثة عن دلالات فك الحيوان البدائي الذي يعود إلى 35 مليون سنة. وذكرت النبهانية أن المتحف يقع في مكان استراتيجي ذكي؛ حيث تعد ولاية منح نقطة التقاء الطرق بين محافظات الداخلية والوسطى وظفار، ويمثل الموقع بعدًا استراتيجيًا في تعزيز النمو البشري في هذه المناطق؛ فالمتحف وكونه يمثل نقطة جذب اقتصادية وسياحية سيجذب للمنطقة الاستثمار الاقتصادي في مجالات مختلفة، كذلك قد يمثل منطقة  جذب سكاني لما قد يتوفر فيها من خدمات ووظائف أيضا متعلقة بالمتحف وملحقاته.

من جهته، أكَّد الدكتور محمد بن سعد المقدم أستاذ تاريخ عُمان الحديث والمعاصر، بقسم التاريخ في كلية الأداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس سابقًا، أن متحف عمان عبر الزمان، فريد من نوعة في المنطقة، ويعبر عن أهمية ومكانة تاريخ عمان عبر العصور. وقال- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن المتحف يُساهم في تنمية وتعمير المنطقة ككل وبالأخص المناطق المحيطة بولاية منح وباقي ولايات محافظة الداخلية، مشيرًا إلى أن منح لها موقع تاريخي متميز في الداخلية والكثير من السياح يأتون لزيارة المتاحف والأماكن الأثرية وليس لزيارة المراكز التجارية.

وذكر المقدم أن المتحف مركزٌ لتعريف العالم عن تاريخ عمان عبر المراحل التاريخية من العصر الجولوجي إلى الإستيطان القديم وإلى العصر البرونزي و العصر الحجري وإلى حضارة مجان والعصر الحديدي حتى إلى اعتناق الإسلام، كما يوضح المتحف دور أهل عمان في نشر الإسلام في المنطقة وفي شمال وشرق أفريقيا، مضيفاً سيسهم المتحف في إنتعاش السياحة المحلية والإقليمية والدولية.

وقال المقدم: "لا غرابة في وجود حفرية لفك حيوان بدائي يعود إلى 35 مليون سنة في أرض عمان، فتاريخ عمان وأرضها قديم يعود إلى 800 مليون سنة بحسب ما أشارت معطيات المتحف وبدليل وجود حيوانات لا وجود لها الآن مثل الدينصورات، ولا تزال هناك بعثات لتنقيب عن الحياة القديمة في عمان من الجنوب إلى مسندم. و التجول بين الحفريات وبقايا المستوطنات برأس الجنز ورأس الحمراء ومختلف الحيوات التي عاشها ، كفيلة بأن تعيش وتستشعر بأنك جزء من تلك الحقبة الزمنيةالتي تظمنت  الهجرات الموسمية بالتنقل والتواصل البحري وتجارة النحاس". وأشار المقدم إلى أن المتحف عبارة عن مركز ثري بالمعلومات يجعل منه استثمار للأجيال القادمة في التعريف عن بلادهم عمان وتمكين الهوية العمانية في الحياة المعاصرة.

تعليق عبر الفيس بوك