منتدى الأعمال العماني المصري يبحث في القاهرة إقامة شراكات اقتصادية وتعزيز الاستثمارات

◄ الحبسي: رغبة جادة في بناء شراكة متينة في القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية بين عُمان ومصر

◄ عُمان تعتز بما وصلت إليه مصر من تقدم وازدهار في شتى القطاعات الاقتصادية

◄ الطموح المصري يتواءم مع الطموح العماني عبر إجراءات لتسهيل ممارسة الأعمال

◄ اليوسف: ارتفاع التبادل التجاري بين عُمان ومصر إلى 1.023 مليار دولار

◄ 1546 شركة مصرية مرخصة في سلطنة عُمان بقيمة 208 ملايين دولار

◄ المرشدي: "جهاز الاستثمار" يعزز شراكاته الاستراتيجية مع الدول عبر محفظتين

◄ 80 مليون دولار استثمارات عُمانية في 110 مشروعات بمصر

 

 

القاهرة- العُمانية

 

في إطار الزيارة الرسميّة التي قام بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى جمهوريّة مصر العربيّة الشقيقة، عُقد بالقاهرة أمس منتدى الأعمال العُماني المصري بهدف التعريف بالمجالات الاستثماريّة المتاحة في سلطنة عُمان وإقامة شراكات اقتصاديّة.

وأكد معالي سُلطان بن سالم الحبسي وزير المالية أن عقد هذا المنتدى مع أصحاب الأعمال المصريين في إطار الزيارة الرسميّة التي يقوم بها جلالةُ السُّلطان المُعظم- حفظهُ الله ورعاه- إلى مصر سيُعزز تنمية العمل الاقتصادي المشترك بين البلدين الشقيقين وفق تطلعات وتوجيهات قائدي البلدين- حفظهُما اللهُ ورعاهُما. وقال معاليه- في كلمة له- إن هناك رغبة جادة في بناء شراكة متينة في القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية التي تهم البلدين الشقيقين، والسعي الواضح إلى تعزيز جهود الاستثمار والتبادل التجاري بما يعكس الميزة النسبية والميزة التنافسية بينهما تحقيقًا للتكامل الاقتصادي المنشود بينهما.

وأعرب معاليه عن اعتزاز سلطنة عُمان بما وصلت إليه شقيقتها جمهورية مصر العربية من تقدم وازدهار في شتى القطاعات الاقتصادية؛ إذ تتبوأ مصر مكانة مرموقة بين أهم اقتصادات الوطن العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ بل وقد رفع البنك الدولي توقعاته بنمو الاقتصاد المصري بنسبة تجاوزت 4%، وهي ماضية في تحقيق رؤيتها ببناء اقتصاد تنافسي ومتنوع. وأضاف معاليه أن الطموح المصري يتواءم مع الطموح العُماني الذي تجسّده رغبة سلطنة عُمان في تحقيق الرفاهية والرخاء والازدهار، حيث قامت حكومة سلطنة عُمان بفضل التوجيهات السامية بإجراء العديد من الإجراءات لتسهيل ممارسة الأعمال في سلطنة عُمان وتحسين بيئة الأعمال.

وأوضح أن الشراكة العُمانية المصرية يمكن أن تُؤسس على قواعد أكبر من العمل المتكامل بين البلدين، ليس على المستوى السياسي والتاريخي والثقافي فحسب؛ بل على مستوى الانفتاح الاقتصادي، والتبادل التجاري، والتعاون الاستثماري.

وقدّم معالي قيس بن محمد اليوسف وزيرُ التجارة والصناعة وترويج الاستثمار خلال المنتدى نبذة عن رؤية "عُمان 2040‪" والبرامج الوطنية المُسرّعة، إضافة إلى الحوافز التي تقدّمها سلطنة عُمان للمستثمرين مثل تخفيض رسوم السجلات التجارية والأرباح بنسبة 100 بالمائة، وعقد انتفاع يصل إلى 50 سنة، قابلة للتجديد مماثلة والتملك الأجنبي بنسبة 100 بالمائة، والإعفاء من الضريبة يصل إلى 30 سنة. وتطرق معاليه إلى القطاعات الاقتصادية المستهدفة والمتمثلة في الصناعة والتعدين واللوجستيات والأمن الغذائي والسياحة بالإضافة إلى القطاعات الداعمة كالتعليم والصحة والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات والاتصالات. ولفت معاليه إلى ما تتميز به سلطنة عُمان من مقومات استثمارية مثل الموقع الاستراتيجي كقربها من 59 مليون مستهلك في أسواق دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واتصالها بطرق التجارة الحيوية بين الشرق والغرب وقربها من الأسواق الناشئة في آسيا وأفريقيا.. مبينًا أن سلطنة عُمان مرتبطة باتفاقيات التجارة الحرة كاتفاقيات التجارة الحرة العربية الكبرى واتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول رابطة التجارة الحرة العربية الأوروبية وانضمامها في عام 2000 إلى منظمة التجارة العالمية واتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي وسنغافورة واتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية والعمل على توقيع اتفاقيات مع عدد من الدول والمجموعات الاقتصادية.

وأشار معاليه إلى ما توفره صالة استثمر في عُمان التي تضم 14 مؤسسة حكومية و6 مؤسسات خاصة من تقديم خدمات عدة للمستثمرين من بينها باقات الحوافز والتسهيلات ومتابعة إجراءات المستثمر عبر مدير حساب لكل مستثمر وتوفير خارطة توضح فرصًا استثمارية متكاملة ومدروسة.

وقال معالي وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار إن التبادل التجاري بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية الشقيقة سجل ارتفاعا حيث بلغ 1.023 مليار دولار أمريكي في عام 2022، مقارنة مع 566.1 مليون دولار أمريكي في عام 2021. وأضاف معاليه أن عدد الشركات المصرية المرخصة في سلطنة عُمان حتى نهاية عام 2022 بلغت 1546 ‪‪وبلغت القيمة الإجمالية للمساهمة المصرية حوالي 208 ملايين دولار أمريكي

وأشار معالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني إلى أن الجهاز يعزز من خلال شراكاته الإستراتيجية مساعي حكومة سلطنة عُمان وجهودها الرامية إلى توثيق علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة بما يحقق المصلحة لجميع الأطراف، بالإضافة إلى نقل التقنيات الحديثة إلى داخل القطاعات المحلية في السلطنة، موضحًا أن الجهاز يدير استثماراته التي تتوزع على أكثر من 40 دولة حول العالم من بينها جمهورية مصر العربية، عبر محفظتين هما محفظة التنمية الوطنية ومحفظة الأجيال.

وأوضح معاليه أن الجهاز يتكامل مع بقية الجهات الحكومية الساعية إلى جذب الاستثمار الأجنبي إلى سلطنة عُمان، حيث عُرضت أخيرا 36 فرصة استثمارية في صالة "استثمر في عُمان"، تتجاوز قيمتها الإجمالية مليارًا و500 مليون ريال عُماني، وتتوزع على عدد من القطاعات هي التكنولوجيا، والخدمات (الكهرباء)، والسياحة، واللوجستيات، والثروة السمكية والغذاء، بالإضافة إلى التعدين والقطاع الصحي، كما قام الجهاز بخطة للتخارج من بعض الاستثمارات يتمحور أحد أهدافها في استقطاب الاستثمار الأجنبي إلى القطاعات المستهدفة بالسلطنة. ولفت معاليه إلى أن لدى الجهاز استثمارات مع القطاع الخاص المصري، معربًا عن أمله في أن تعزز زيارة صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- لمصر الاستثمارات المشتركة بين البلدين بما يحقق المصلحة للجميع.

وأكد معالي المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة بجمهورية مصر العربية أن مصر وسلطنة عُمان ترتبطان بعلاقات ثُنائية استراتيجية في مختلف المجالات تركّز على البُعد التاريخي وعمق العلاقات المشتركة بين البلدين الشقيقين، مبيّنًا أن العلاقة بينهما تعدُّ نموذجًا يُحتذى به في العلاقات بين الأشقاء وتحظى بتقدير واحترام متبادل وتوافقٍ في الرؤى في مختلف القضايا الإقليمية والدولية. وقال معاليه إن البلدين يتطلّعان إلى الارتقاء بمعدلات التجارة البينية والاستثمارات المشتركة يعكس تفعيل الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف بينهما، ويُسهم في الارتقاء بمنظومة التعاون الاقتصادي لمستويات متميزة تصبّ في مصلحة الشعبين الشقيقين. وأشار معاليه إلى أن آليات العمل المستقبلي بين الجانبين تتضمّن تحفيز الاستثمار في ظل حرص القيادتين على توسيع القطاع الخاص المحلي والخارجي والاستفادة من المقومات الاستثمارية الكبيرة التي تتمتع بها السوق المصرية التي تُسهم في جذب المستثمر العُماني، وربطها ببيئة الأعمال والموقع الجغرافي المتميز لمصر مما يجعل منها بوابة للنفاذ لقارة أفريقيا.

وأوضح معاليه أن التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين بلغ خلال العام الماضي نحو مليار و80 مليون دولار مقابل 651 مليون دولار خلال عام 2021 بنسبة زيادة بلغت نحو 66 بالمائة.

وقال معالي المهندس وزير التجارة والصناعة المصري إن الاستثمارات العُمانية في مصر تبلغ أكثر من 80 مليون دولار في 110 مشروعات في قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والإنشاءات والتمويل والاتصالات وغيرها، فيما تبلغ الاستثمارات المصرية في سلطنة عُمان 860 مليون دولار في عدة قطاعات من بينها البنية الأساسية والاستثمار العقاري والسياحي.

 

وأكد معالي الدكتور محمد معيط وزير المالية بجمهورية مصر العربية- في كلمته خلال المنتدى- تطلع مصر لرفع المكاسب الاقتصادية والتجارية الاستثمارية مع سلطنة عُمان للوصول إلى المستوى الذي يطمح له الشعبان الشقيقان ويُعزز من المصلحة المشتركة بينهما، مشيرًا إلى أنّ التبادل التجاري بين البلدين شهد طفرة كبيرة العام الماضي وهو ما يؤكد فعليًّا تحقيق الكثير عبر التعاون وتقارب الرؤى نحو المستقبل من خلال رؤية "مصر 2030" ورؤية "عُمان 2040". وأضاف أنه جرى خلال الزيارة الحالية التوقيع على اتفاقيتين تتعلق الأولى بمنع الازدواج الضريبي بين مصر وسلطنة عُمان والثانية اتفاقية إطارية لتوسيع وزيادة مجالات التعاون بين وزارتي المالية بالبلدين، وهناك اتفاقية يجري العمل عليها تتصل بالجانب الجمركي.

من جانبها، أشادت معالي الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية بجمهورية مصر العربية بالعلاقة التاريخية بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية والقائمة على أسس قوية من الثقة والتعاون المتبادل. وأكدت أن البلدين الشقيقين يتمتعان بمزايا تنافسية مهمة على المستوى الاقتصادي، مشيرة إلى أن الدولة المصرية حريصة على جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية. وأشارت إلى أن مصر تمتلك مزايا كثيرة، حيث إنها تعد سوقًا كبيرًا وواعدًا يضم 104 ملايين نسمة، ويشكل الشباب منهم حوالي 60 بالمائة، إضافة إلى القدرة على النفاذ إلى أسواق القارة الأفريقية التي يبلغ عدد سكانها مليارًا و300 مليون نسمة.

وأكّد أيمن سليمان الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي على أن من أهداف الصندوق جذب مستثمرين من الداخل والخارج في قطاعات مهمة للاقتصاد المصري في مجالات الصناعة والتكنولوجيا والتحول الرقمي.

تعليق عبر الفيس بوك