الذكاء الاصطناعي والمتنبي

فوزي عمار

يطرح الذكاء الاصطناعي هذه الأيام فكرة استعادة شخوص شهيرة في الفن والعلوم والأدب بما يقدم لها المبرمج من مادة جديدة، وقد أطلقت شركة مايكروسوفت العالمية هذا المسار من خلال إدماج روبوت المحادثة (على نموذج "تشات جي بي تي") بمحركها البحثي "بينج".

بمعنى أنك مثلا تستطيع استحضار سيدة الطرب أم كلثوم بكلمات جديدة. وهذا التساؤل جاء بعد أن أعلن الملحن المصري عمرو مصطفى أنه يستعد لإطلاق أغنية من تلحينه تؤديها أم كلثوم ونشر في صفحته مقطعًا منها، على رغم أنَّ أم كلثوم توفيت قبل نصف قرن، وقبل أن يولد عمرو نفسه ببضع سنوات! الأمر الذي أثار جدلًا كبيرًا، خاصة في مستوى الهواجس الأخلاقية وحقوق الملكية الفكرية.

استحضار التاريخ عن طريق الذكاء الاصطناعي، سيغيِّر كثيرًا من الأشياء في هذا العصر، وربما سيكون أشبه بدخول العصر لمرحلة البخار وتوظيفها في السفن لتمخر عباب المحيطات وتكتشف العالم الجديد وهذا ما سوف يثير جدلًا واسعًا حول هذا الموضوع.

يُذكر في هذا السياق قول قديم جديد  للشاعر المتنبي يقول فيه:

مَن مُبلِغُ الأَعرابِ أَنّي بَعدَها

شاهَدتُ رَسطاليسَ وَالإِسكَندَرا

 

وَمَلِلتُ نَحرَ عِشارِها فَأَضافَني

مَن يَنحَرُ البِدَرَ النُضارَ لِمَن قَرى

 

وَسَمِعتُ بَطليموسَ دارِسَ كُتبِهِ

مُتَمَلِّكًا مُتَبَدِّيًا مُتَحَضِّرًا

 

وَلَقيتُ كُلَّ الفاضِلينَ كَأَنَّما

رَدَّ الإِلَهُ نُفوسَهُم وَالأَعصُرا

تعليق عبر الفيس بوك